تعاني جل المقابر الموجودة على مستوى ولاية الجزائر إهمالا كبيرا من طرف السلطات المحلية أو المواطنين، بسبب انتشار الأعشاب الضارة والحشائش، إضافة إلى النفايات التي يرميها المواطن عند زيارته لأقربائه الموتى، وهو الوضع الذي يستدعي التدخل العاجل للسلطات المحلية ومديرية المقابر بالعاصمة للقيام بحملات تنظيف على مستواها. خلال زيارة ميدانية قادت "الجزائر الجديدة " إلى مقبرة العالية ببلدية باب الزوار بالعاصمة، لاحظنا اختفاء بعض القبور وسط الحشائش الضارة، التي أصبحت تغطي جميع المساحات، إضافة إلى مختلف النفايات المرمية عبر مختلف أرجاء المقبرة، التي تكثر فيها زيارات المواطنين لموتاهم في مختلف المناسبات والعطل الأسبوعية، وهو الأمر الذي جعلها تتحول إلى مرتع للنفايات، وباقي المخلفات التي باتت تصعب على الزوار خاصة من كبار السن والنساء تجاوزها بسهولة. وناشد المواطنون الذين صادفناهم بالمقبرة خلال حديثهم مع "الجزائر الجديدة " السلطات المحلية ومؤسسة تسيير المقابر بالعاصمة ضرورة اعتماد برنامج خاص من أجل تنظيف المقابر التي تعرف إهمالا فظيعا وتشهد نفايات وحيوانات ضالة وحتى أفاعي، ما يشكل خطرا على زائري المقابر. وأصبح يصعب على كل من يبحث عن قبر لفقيد له البقاء لعدة دقائق تصل أكثر من نصف ساعة بحثا عن مكان القبر دون أن يجده، وهو ما دفعهم إلى المطالبة بضرورة تنقية الممرات من الوضعية المزرية التي يتواجدون عليها والعمل على اتخاذ التدابير اللازمة لتتخلص من حالة الفوضى التي عمتها وإعادة الاعتبار لحرمة الموتى الذين "نالوا نصيبا من الإهمال والتهميش فاق ما يناله الأحياء" – على حد قول أحد الزوار. وأضاف محدثونا أنهم يحاولون في العديد من المرات نزع الحشائش الموجودة من فوق قبور ذويهم في كل مرة يقومون بالزيارة، إلا أنه خلال إعادتهم للزيارة يجدونها مليئة بالنفايات والحشائش الضارة، خاصة مع الأمطار الكثيرة التي عرفتها العاصمة، في حين يبقى الأعوان في أماكنهم دون أن يقوموا بتنقية المقابر التي يصعب الوصول إليها في كل مرة، داعين إلى ضرورة النظر الجدي في وضعيتها التي تستدعي التدخل العاجل لإعادة الاعتبار للأماكن المقدسة والحفاظ عليها، خصوصا أنهم عند مرورهم بالجهة الخاصة بالموتى المسيحيين المدفونين بالمقبرة، يتملكهم نوع من الحسرة والألم لأن قبورهم نظيفة ولا يوجد بها سوى الحشيش الأخضر والورود، إضافة إلى وجود سلل خاصة بالنفايات وممنوع الرمي على الأرض، وهو الأمر الذي حز في أنفسهم، ذلك أن موتاهم يرقدون في نفس المقبرة إلا أن الفرق بين القبور شاسع. من جهتنا، حاولنا الاتصال بمؤسسة تسيير المقابر بالعاصمة من أجل الحصول على معلومات حول غياب حملات التنظيف بمقابر العاصمة، إلا أنه لم يتم الرد على اتصالنا.