أقصت المبادرة الألمانية حول ليبيا، الجزائر من لعب أي دور في مؤتمر برلين الذي تحضر له ألمانيا، وذلك بالرغم من أن الجزائر دولة جارة كما أنها حاضرة بقوة في الأزمة الليبية من خلال امتداداتها في هذا البلد الجار. وزار وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، تونس، واستقبل من قبل الرئيس التونسي الجديد قيس سعيّد بقصر قرطاج، ووفق بيان رسمي للرئاسة التونسية، تطرّق اللقاء إلى الوضع في ليبيا والاستعدادات الألمانية الجارية لتنظيم مؤتمر برلين لحلّ الأزمة الليبية والمشاورات التي تجريها ألمانيا مع عدد من الدول المعنية لبلورة رؤية مشتركة تضمن نجاح هذا المؤتمر وتُساهم في إيجاد حلّ سياسي دائم للملف الليبي يُراعي مصلحة الشعب الليبي. وكان الرئيس عبد القادر بن صالح قد ندّد بإقصاء الليبيين ودول الجوار من المبادرات الدولية لحل النزاع في ليبيا، وكانت الإشارة هنا واضحة إلى استبعاد الجزائر من هذا المؤتمر، فيما كان وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو قد شدّد على ضرورة إشراك الجزائر في الاجتماعات الدولية حول ليبيا نظرا لدورها المهم في المنطقة. وبدأ وزير الخارجية الألماني جولة بشمال أفريقيا الأحد بزيارة مفاجئة لليبيا، ثم تونس ومصر في أعقاب تحضير ألمانيا لعقد قمة بشأن ليبيا في برلين خلال العام الجاري، فيما لم يتوجه على الجزائر، وهو ما غذى التساؤلات حول أسباب إقصاء الجزائر من هذه الجولة. وعقب لقائه رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، قال الوزير الألماني – في مؤتمر صحفي حول مؤتمر برلين – إن بلاده “حريصة على مشاركة جميع الأطراف المؤثرة في مؤتمر برلين للوصول إلى نتائج جوهرية، وأهمية وقف إطلاق النار كأساس لنجاح المؤتمر، والبيان الختامي للمؤتمر لن يصدر إلا بعد التوافق الكامل بين المشاركين”. وتحدث وزير الخارجية الألماني على دعوة الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولي، لضمان التزام المجلس بما يتم التوصل إليه، لافتا إلى دعوة عدة دول للاطمئنان على وقف الإمدادات العسكرية لليبيا وترسيخ مبدأ عدم التدخل، ومع ذلك لم يتحدث عن أي دور للجزائر، الأمر الذي من شانه أن يضر بموقف الأطراف التي تدعمها الجزائر وفي مقدمتها الحكومة التي يقودها فايز السراج، المعترف بها دوليا.