إذا كانت محاكمة العصابة التي بدأت أخيرا، هي مسرحية كما يقول البعض، فنعم المسرحيات هي، وأكثر الله منها، وزادنا مسرحيات على مسرحيات، إلى يوم القيامة. المهم أن الجزائريين شاهدوا فعاليات محاكمة أويحيى وسلال، وباقي المتهمين في قضية تركيب السيارات، وادركوا تماما أنهم كانوا تحت رحمة عصابة حقيقية، ومافيا منظمة، يستفيد أبناؤهم من “لونساج”، ويدخلون في شركات ب”لاطاي”، ويغرفون من أموال الخزينة العمومية بآلاف المليارات من الدنانير، ويسيطرون على الصفقات ودفاتر الشروط والتحويلات المالية، وفي النهاية عندما يواجهون بالحقيقة، يتمسكنون ويحلفون بلغة العجائز “وراس ولادي غير خاطيني”، ربي شاهد”، فلان هو المسؤول أنا كنت نمضي برك. هذا يعني : ان المسرحية كما يسميها البعض كشفت لنا لأول مرة حقيقة العصابة الحاكمة، ودرجة الخطورة التي كانت تمثلها على ثروة البلاد، وكشفت سر تبخر 1200 مليار دولار، وأنه لولا الرجال الشرفاء الذين قيدتهم العناية الالهية لهذا الشعب المسكين، لكانوا الآن ما زالوا يواصلون علميات النهب المنظم، والسرقة المتوحشة، بلا حسيب ولا رقيب. كما يعني أن المشككين في المحاكمة قد تلقوا صفعة هائلة، خاصة واننا نرى بأعيننا، ان من يدافعون اليوم عن العصابة يرفضون الانتخابات بشراسة، ويسعون لعرقلة المحاكمة الى ما بعد الرئاسيات، ما يحتم على الشعب الرد على هؤلاء بالذهاب جميعا نحو صناديق الاقتراع، وانتخاب من يضمن بقاءهم في السجن ومحاسبتهم على كل سنتيم أخذوه بغير وجه حق.