صندوق الانتخابات هذه المرة أفرز رئيسا لم يسانده حزب جبهة التحرير الوطني الذي كان دوما في صف مرشح السلطة، على الأقل خلال العهدات الأربع لعبد العزيز بوتفليقة، لكن كيف سيكون الأمر هذه المرة بعدما فاز تبون بالرئاسة الذي لم يحظى بدعم الحزب العتيد رغم انتماءه له، حيث ساند الحزب المترشح الخاسر عز الدين ميهوبي، هل سيتحول الأفلان إلى حزب معارض أم سيحيل نفسه إلى المتحف مثلما يدعو إليه الكثيرين ، خاصة بعد بقاء الحزب على الهامش منذ انطلاق الحراك الشعبي، باعتباره حزب السلطة الذي سار في فلكها ودعم كل مشاريعها ويتحمل مسؤولية كبيرة فيما آلت إليها أوضاع البلاد اليوم، أم هل سيعود الحزب الى عهد التصحيحات التي ألفها ليتأقلم مع الوضع الجديد. المعطى الجديد المتمثل في فوز مترشح لم يدعمه الأفلان، قد يتحول إلى كابوس بالنسبة لقيادة حزب جبهة التحرير الوطني برئاسة الأمين العام بالنيابة على صديقي، حيث وجهت هذه الأخيرة ضربة مؤلمة لنفسها حينما ساندت المرشح عز الدين ميهوبي في رئاسيات 12 ديسمبر، في وقت اصطف قياديون بارزون في الجبهة خرجوا عن طاعة القيادة إلى جانب تبون وتمسكوا بدعمه رغم تحذيرات صديقي. وأثار اختيار جبهة التحرير دعم مرشح الحزب الغريم، عز الدين ميهوبي، استغرابا كبيرا في أوساط الآفلان الذين كانوا ينتظرون إعلان قيادة الحزب دعمها لعضو اللجنة المركزية عبد المجيد تبون، بدل أن تطلب من مناضليها التصويت لرئيس حزب منافس لها. وبحسب مصادر ” الجزائر الجديدة ” فإن المرشح الرئاسي عز الدين ميهوبي ربط اتصالات شخصية في خضم الحملة الانتخابية بإطارات الحزب العتيد بالولايات، مستغلا طاقم حملته الانتخابية من نواب سابقين وحاليين لهم علاقات مع جبهة التحرير الوطني، مستغلا عدم ترشحي الآفلان لمترشح يمثلها. ويطرح فوز تبون برئاسة البلاد أسئلة كثيرة عند الآفلانيين والمتتبعين للمشهد السياسي، ماذا سيكون مصير جبهة التحرير ؟ وأي مستقبل ودور للآفلان لأي مرحلة ؟ وهل سينقذها من المتحف ؟ أمام إصرار الحراك الشعبي المستمر منذ 22 فيفري الماضي بحل الحزب وتمسك المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين بإحالتها على المتحف. وتحاشى الوافد الجديد على قصر المرادية، عبد المجيد تبون، في أول ندوة صحفية، عقدها أمس الأول، ساعات قليلة عقب الإعلان عن فوزه رسميا برئاسة البلاد، الحديث عن مصير الآفلان، غير أنه نفى بالمقابل نيته في تشكيل حزب سياسي. وتحفظ الوزير السابق عبد المجيد تبون، دخول رئاسيات 2019 بقبعة الآفلان لكنه لم يعترض على دعم القاعدة كمناضلين وقيادات وليس كحزب، غير أنه أكد انتمائه السياسي لجبهة التحرير، وقال إن ” هذا الأمر لا غبار عليه “، غير أن الهيئة القيادية اعتبرت موقفه ” إهانة ” وهو ما نقله عضو في المكتب السياسي ل ” الجزائر الجديدة “، وقال: ” إذا كان فعلا يُؤمن بالآفلان فلماذا لم يترشح باسمه مثل ميهوبي الذي ترشح باسم الآرندي “، وتساءل قائلا: ” هل الآفلان أسوء شعبيا من االأرندي “، وذكر أن: ” تبون استصغر الآفلان ولم يرد منها تدعيمه علانية تخوفا من أن يعاقبه الشعب بانتمائه لها وحتى أثناء لقاءاته الإعلامية تجنبها بشيء من الاستهزاء”. إضافة إلى ذلك ذكر المصدر أن الهيئة القيادية الحالية برئاسة على صديقي، تعترض على حل المجلس الشعبي الوطني والدعوة لانتخابات برلمانية مسبقة. ورد عبد المجيد تبون، أمس الأول، في أول ندوة صحفية له، على إمكانية حل المجالس المنتخبة الحالية وتنظيم انتخابات تشريعية ومحلية، بالقول إن: ” كل شيء ممكن بخصوص المجالس المنتخبة الحالية “، وكشف أيضا عن قراره بتعديل جذري الدستور وقانون الانتخابات.