انتزع الفنان التشكيلي الجزائري عبد الحليم كبيش جائزتين كبيرتين، في المسابقة العالمية لمحترفي الفن لسنة 2019، التي تنظمها الأكاديمية العالمية للفن بباريس، حيث توج أولا بالميدالية الذهبية في جميع الاتجاهات الفنية التشكيلية، وبالميدالية الفضية في التشكيل الواقعي أو التعبيري المعاصر. وقد تقدم منذ فترة بملف فني يضم عدة لوحات، وفازت لوحته الموسومة “العبث” بهذين الاعتبارين وبهاتين الميداليتين. خليل عدة ولا يزال هذا التشكيلي المتألق المتخرج منذ فترة من المدرسة العليا للفنون الجميلة، والسائر بخطى وئيدة على دروب الفن التشكيلي المعاصر، سلاحه العمل والمثابرة والخبرة، يبهر المتتبعين بمواضيعه وبلوحاته التي تحمل أفكار وتتناول تيمات لصيقة بالإنسان، وقد تلخص لوحة واحدة كتابا أو رواية.يحضر الموضوع الإنساني وتحضر الجمالية والإبداع. وقد عبر عن بالغ سروره وهو يتلقى ليلة أول أمس، خبر تتويجه بميداليتين في المسابقة العالمية لمحترفي الفن والتي نظمت من طرف الأكاديمية العالمية للفن بباريس لسنة 2019. ووجه بالمناسبة السعيدة شكره إلى “باتريك هار” مدير الأكاديمية العالمية للفن و كل الفريق العامل معه و إلى لجنة التحكيم. يعرف نفسه بتشكيلي الحامل “الشوفاليي” وبالفنان المعاصر، متخصص في الرسم الزيتي، و ليس فعل التشكيل لديه جزيرة مفصولة عن العالم، بل الفنان ابن زمانه ومكانه وبيئته يحيا وإياها ويتأثر ويؤثر فيها، يعيش أفراحها ومآسيها، لوحته تحمل فكرة، ليس فنه للترفيه وإنما “فيه ما فيه”، وإن بدت ألوان لوحاته زاهية باهية تسر الناظرين فإن مضمونها يبعث على التفكير والتدبر في كل وقت وحين. عرض محليا ووطنيا ودوليا زار الولايات المتحدةالأمريكية، بريطانيا، كندا، تركيا، المغرب، تونس، لبنانوفرنسا. هو خريج المدرسة العليا للفنون الجميلة، ومنذ زمن الثانوية الآفل وهو أدرك أن مهمة الفنان التشكيلي ليست سهلة إطلاقا، إذ لا بد أن يكون صاحبها له مستوى معين بل ورفيع، ولصاحب هذا المقام أن يدرس طويلا وبجدية كمثل دراسة تاريخ الفن وفهم ضرورة وحتى يكتشف المتاهات الجميلة في الفن التشكيلي ولكي تكون له طريقة فريدة في التعامل مع اللوحة، طريقة فنان محترف وهذا يأتي مع الجدية والدراسة. يرى عبد الحليم ويقول ويكرر “أنا ولدت فنانا، وأنا في أطواري الأولى وأنا طفل في الابتدائي، كنت لما أرى أنظر اللوحة أتعجب، ووجدت نفسي أتقن بعض الرسومات البسيطة، ولم يكن هناك قرار، فمنذ البدء كنت محضرا لأن أغدو تشكيليا، لم تكن هناك حيرة بل ثقة وعرفة حدسية بان الطريق كان مرسوما مسبقا، فأنا ولدت كي أرسم، هكذا أقول دوما، وأحس أن هذا هو عالمي، ولما لا أرسم أحس أن هناك خللا ما، رغم كون الرسم والتشكيل معاناة، لأنه تعبير، فعند الشعور بالضيق يحتاج الإنسان إلى أن يصرخ، أنا اصرخ باللون هذا أسلوبي في الحياة وأنا احكي”. جدير بالذكر أن هناك ما يزيد على عشرة تخصصا في هذه المسابقة الدولية، فاز الجزائري بجدارة واستحقاق في توعين منها، جميع الاتجاهات الفنية والتشكيلية بالميدالية الذهبية، وفي التعبيرية أو الواقعية المعاصرة بالميدالية الفضية، بينما حاز خوسيه تيلييه على جائزة الإبداع وبالميدالية الفضية، الفائزون بالأكاديمية العالمية للفنون 2019. الفائزين في مسابقة اختيار الفن في أكاديمية الفنون ل2019، نال دومينيك ليكومتوهو من البرازيل، فرنسا، الذهبية، وعادت الميدالية الفضية رأي بيسيردين من أستراليا، بينما رجعت البرونزية إلى كوينفيل كيبيك، كندا. في فئة الرسم أو الطلاء السريالي، عادت الميدالية الذهبية، أرماندو فالاس فاريلا من كوستاريكا، الفضية، عبد الإله شهيدي من المغرب، ميدالية برونزية تيري موردانت تيتي موردانت من فرنسا. الفائزون في الفن الرقمي، رجعت الذهبية، إلى بريجيت اوتيليا كوكينبرج فاغنر ألمانيا، الميدالية الفضية، رافائيل موتانيز أوروغواي، ميدالية برونزية ماريانو برادو من كوستاريكا. في التصوير الفوتوغرافي، رجعت الميدالية الذهبية لإريك ديفيد من فرنسا، الفضية، إلى أن بي لوكير موسلمان من اونتاريو بكندا، لم يتم منح ميدالية برونزية بل سحبت. في النحت، نال الذهبية، دانييل وين من لوس أنجلوس الولايات المتحدةالأمريكية، ميدالية فضية خورخي فيليز كوريا من كولومبيا، ميدالية برونزية نيكول تايلون من كيبيككندا. في فئة الأكورال، الألوان المائية، توج بالذهبية، عبد الفتاح كرمان المغرب، ميدالية فضية، تعادل جان مين (هولندا) مع روبرتو أندريولي من إيطاليا، ميدالية برونزية، أيون كيرتشيلان من مولدافيا. في اللوحة التجريدية، ميدالية ذهبية سيرجي إنكاتوف من إستونيا، ميدالية فضية لفلورنس بينيت من فرنسا، ميدالية برونزية، تشارلز كارسون من كيبيك، كندا. في الفن الساذج، الرسم الزيتي أو الطلاء، الذهبية لهنري دي ماتيو من فرنسا، ميدالية فضية ساندي إيوازيوك من هاميلتون، أونتاريو كندا، ولم يتم منح ميدالية برونزية في هذا التخصص، وكما هو الحال في كل عام، عدد الميداليات الممنوحة بالتناسب مع عدد المشاركين، في فن رسم الحيوان الزيتي أو الطلاء، عادت الميدالية الذهبية إلى دانغولي سيرستينساجا، الفضية لماريون توبيانا أرتيست، ميدالية برونزية لمغان أبرا بليسينغ. في فئة الشكليين التعبيريين المعاصرين، ميدالية ذهبية آباي تشونشالينوف من كازخستان، ميدالية فضية لعبد الحليم كبيش من الجزائر، ميدالية برونزية لغودو آرت من غواد لوب. في الرسم أو الطلاء التصويري، ميدالية ذهبية لاندري ليسينكو (روسيا)، ميدالية فضية مناصفة ما بين جينغ فنغ لي (الصين) وكارلوس بروسيانيلي توريالبا (ميامي بيتش). ميدالية برونزية لخوسيه روبيتايل (كيبيك) كندا. يقول الفنان للجزائر الجديدة أن اللوحة تعبر عن الوضعية المأساوية التي وصل إليها الإنسان المعاصر، مضيفا أن هذه المسابقة تعتبر من أكبر المسابقات العالمية يشارك فيها المئات من الفنانين من مختلف دول العالم حيث تجرى مرة كل سنة، فيما يهدي عبد الحليم -يضيف- هذا التتويج إلى “أمه ” التي رافقته خلال الخطوات الأولى في حياته الفنية.