كشفت صحيفة "دي فيلت" الألمانية عن أن السلطات الأمريكية تمارس المزبد من الضغوط على الشركات الأوروبية لمنعها من المشاركة في بناء مشروع "السيل الشمالي 2" لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن الجانب الأمريكي عقد مؤتمرين بالفيديو مع مقاولين من ألمانيا ودول أوروبية أخرى يعملون على مد خط أنابيب الغاز المذكور "حذرهم فيها من العواقب بعيدة المدى لمشاركتهم اللاحقة في المشروع". وحضر هذه المؤتمرات ممثلون عن وزارات الخارجية والخزانة والطاقة الأمريكية. وقالت مصادر للصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين "أبلغوا هذه الشركات بوضوح أنهم يريدون منع استكمال مشروع السيل الشمالي 2 "نورد ستريم 2". وقال أحد محاوري الصحيفة: "أعتقد أن التهديدات خطيرة للغاية". ووافق مجلس الشيوخ الأمريكي هذا الأسبوع على مشروع ميزانية الدفاع للسنة المالية 2021، التي تضمنت عقوبات إضافية ضد مشروع "السيل الشمالي 2". وقال دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، إن الكرملين قلق بشأن هذه الإجراءات، ووصف العقوبات بأنها غير مقبولة ومخالفة للقانون. ويتضمن مشروع "السيل الشمالي 2" مد خطين لأنابيب الغاز الروسي بسعة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، من الساحل الروسي عبر قاع بحر البلطيق إلى ألمانيا، وتمر هذه الأنابيب أيضا من خلال المناطق الاقتصادية الإقليمية أو الحصرية لكل من فنلندا والسويد والدنمارك. وتضخ شركة غازبروم الروسية العملاقة نصف الأموال المستثمرة في هذا المشروع، وتأتي باقي الاستثمارات من شركاء أوروبيين على رأسهم: شل ، أو إم في ، وإنجي، ويونيبر، ووينترشال. وتعارض بناء هذه الخطوط المخصصة لنقل الغاز الروسي إلى القارة العجوز، كل من أوكرانيا التي تخشى من تراجع عائدات عبور الغاز الروسي عبر أراضيها، وبولندا ولاتفيا وليتوانيا، اللتي يعتبر المسؤولون فيها أن هذا المشروع الاقتصادي يخفي أهدافا سياسية، وكذلك الولاياتالمتحدة التي تعمل بنشاط على تعزيز صادراتها من الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي. وقد شددت روسيا مرارا وتكرارا على أن هذا المشروع ذو طبيعة تجارية بحتة ومفيد لأوروبا. في نهاية العام الماضي ، اعتمدت الولاياتالمتحدة ميزانية دفاع ، تضمنت عقوبات ضد الشركات المشاركة في بناء "السيل الشمالي 2" ونتيجة لذلك، توقفت شركة Allseas السويسرية لمد الأنابيب عن العمل على الفور. وتتخذ شركة غازبروم خطوات لإتمام البناء. وحتى الآن تم وضع حوالي 94 بالمائة من الأنابيب. وتتوقع الشركات المستثمرة في هذا المشروع إطلاق خط أنابيب الغاز أواخر هذا العام أو أوائل العام المقبل. وفي الوقت نفسه، أعد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون جديد بشأن "فرض عقوبات على جميع السفن المشاركة في بناء خط أنابيب الغاز، وعلى أولئك الذين يسهلون توفير هذه السفن، ويقدمون لهم خدمات التأمين والموانئ، وكذلك أولئك الذين يقدمون شهادات لبدء تشغيل "السيل الشمالي 2".