يحتاج الأمر الى التمعن طويلا في المبادرة الرائعة لتجار العلمة بتحويل اسم شارع دبي الى شارع فلسطين.. كأحد ادوات الرد الشعبي الجزائري البسيط على قرار الامارات بالتطبيع مع الصهاينة. الفكرة كانت عفوية من اناس لا علاقة لهم بالسياسة.. فهم تجار يفهمون في البزنس اكثر من اي شيى اخر.. لكن حين يصل الامر الى القضية الفلسطينية.. فان التاجر الجزائري كما صانع الحلويات والحداد ولاعب الكرة والمغني او محترف السياسة.. كلهم يمتلكون بوصلة واحدة.. هي معاداة الصهاينة المغتصبين للأرض والدفاع عن ارض فلسطين. هذا يعني : ان الشعب الجزائري بخلاف شعوب عربية اخرى مقهورة ومغلوبة على امرها.. غير قابل للتطويع او التطبيع.. انه عصي على على مثل هذه المؤامرات وعلى تلك الأكاذيب التي يروجها المطبعون لأنه شعب ثوري، ويفهم جديا معنى الثورة واسترجاع الأرض المغتصبة. كما يعني أن الجزائر التي بقيت تقريبا الوحيدة التي لا تملك علاقات مع العدو الصهيوني، لن تستجيب لكل الضغوط المحتملة للحاق بركب المطبعين العرب، لأن القرار السياسي في هذا الشأن مرتبط أولا بموقف الشعب الجزائري، الرافض جملة وتفصيلا، أن يتحول الى شعب طحان يتجول في شوارع بلده اليهود بحرية.