تستعد دار "خيال" للنشر والترجمة بأن يكون ضمن فهرسها كتاب قيم عنوانه "أيام مع المسلمين السوفيات" عن الراحل الطاهر بن عيشة، جمع وإعداد لزهر عطية، وتستقبل هذه الدار العام الجديد 2021 وكُلّها أمل في خوض مسارات مهنية وثقافية جديدة تحقّق طموحات كُتابنا وقرائنا وكل أصدقاء "خيال" وشركائها التقنيين والفنيين. خليل عدة وتتمنى عاما مباركا ومليئا بالمسرّات المعرفية والفتوحات الثقافية التي يصنعها المبدعون، وقد قدّم الكاتب والمثقّف المعروف بوداود عميّر فكتب "انبثقت فكرة هذا الكتاب من منشور على صفحتي في الفايسبوك، تحدّثت فيه عن الطاهر بن عيشة الأديب والباحث والإنسان، بمناسبة ذكرى رحيله، عن انجازاته التي كاد أن يطويها النسيان، وقد أثار سؤال طرحه المنشور، نقاشا واسعا، لماذا لم ينشر الطاهر بن عيشة كتابًا أثناء حياته، رغم أنه أنجز أبحاثا ودراسات عديدة، وكتب مقالات متنوّعة نشرها عبر مختلف الصحف والمجلات الجزائرية في الأدب والثقافة والتاريخ؟ وقد اتفق الجميع على أن هذا الرّجل يستحق نظير ما كرّسه قلمه في خدمة التاريخ والأدب والثقافة الجزائرية، أن تُجمع مقالاته في كتاب أو كتب ذات قيمة، عربونا يرفع لروحه الطاهرة، وهو الذي اشتغل بشغف وإخلاص وتواضع بعيدًا عن الشهرة والأضواء، ولكن ما هو السبيل إلى جمع نصوصه وأعماله المتناثرة هنا وهناك، بين صحف ضاع أرشيف معظمها؟ الكاتب لزهر عطية رفيق الراحل في الأدب والحياة، يحتفظ بأرشيف يضمّ نصوصا متنوّعة، كان قد نشرها الراحل في مختلف المجلات والصحف الجزائرية، أبدى استعداده بعد جمعها وترتيبها لنشرها في كتاب أو كتب؛ ولأنّ دار خيال للنشر، من خلال مديرها الروائي رفيق طيبي، تؤمن بأن العمل الإبداعي فعل حضاري، وتواصلي بين الأجيال، بعيدًا عن ثنائية الربح والخسارة في عملية النشر، كان أوّل المتصلين بالأزهر عطيّة، معلنًا استعداد دار النشر خيال، تكفلها الكامل، بنشر كتاب أوّل للراحل الطاهر بن عيشة، في انتظار استكمال نشر كتب أخرى له". هكذا وُلدت فكرة هذا الكتاب، وهكذا كان تجسيدها سريعًا دون تردّد، ولعلها ستكون انطلاقة حقيقية لمبادرات مماثلة، تسعى نحو استرجاع مخطوطات ونصوص وأعمال غير منشورة لكتّابنا الكبار، تمامًا كما تفعل الشعوب والدوّل التي تحترم قاماتها ورموزها، التي تعمل جاهدة على إثبات حضورهم الرمزي ومحاربة ثقافة النسيان. والطاهر بن عيشة إعلامي جزائري دشّن مساره المهني منذ أربعينيات القرن الماضي، ولد في مدينة كمار التابعة لولاية وادي سوف عام 1925، بدأ دراسته في الكتّاب القرآني، ثم أنهى مرحلة التعليم الأساسية، وانتقل بعدها عام 1942 إلى جامع "الزيتونة" بتونس وعاد إلى الجزائر العاصمة بداية عام 1949، وانضم لحزب جبهة التحرير الوطني وقاوم الاحتلال الفرنسي، وأنتج برامج وثائقية وسياسية عديدة، وتبنى الأفكار الشيوعية، وتوفي بداية 2016. للاشارة فقد صدر عن دار خيال مع بداية السنة الجديدة 2021 كتاب جديد لموساوي بلقاسم بعنوان "بوح لم يكتمل" يضم بين دفتيه نصوصا نثرية واخرى شعرية عبر من خلالها الكاتب عن مكنوناته، فحِين لا يكتمل البوح تتفتّح أبواب الكتابة لتُكمله بأي شكل، قد تكون كتابات تنتظر قارئا وقد يتحوّل الجزء المشطور من البوح لمناجاةٍ روحية تنفلت من جدران الكبت، هكذا عبّر "مساوي" عن حالات ومواضع لم يكن ممكنا الحديث عنها إلاّ داخل الأدب بلغة مليئة بالرموز والمعاني. كما صدر كتاب آخر عنوانه "عدالة لوتيسيا" للكاتب عبد الرزاق فريجات، وتطرح الرواية مُفارقة عجيبة! متمثلة في جريمة قتل مروّعة تنسج خيوطها داخل عالم الفن التشكيلي الذي يُفترض أنه مساحات من نور وصفاء، هكذا تتشكّل تصاعديا عقدة يستلزم حلّها عبور مراحل متشابكة ضمن حبكة تقوم على فتيات موهوبات تندلع بينهنّ حرب خفية منطلقها البحث عن التفوّق لتنتهي بشكل تراجيدي. كما أصدر حسن تبال كتابا عنوانه "مأزق في سماء محطّة الآغا"، بالفرنسية في 130صفحة جاء عنه عمل روائي لافت يقارب العطش إلى المعرفة والتّفتح من خلال مسارات معقّدة لشخصية تخوض قصّة حب غير ناجحة، تؤدي لفتح بوابة التفكير والمراجعات التي تقود لتغيير المسار كلّيا في سياق مليء بالمغامرة والاكتشاف.