شهدت مدينة برج منايل، أمس، عمليتين إرهابيتين منفصلتين في نفس المكان أدت إلى خسائر بشرية ومادية معتبرة، ولولا حزم احد عناصر الشرطة وتفطنه لأدى الحادث إلى مقتل المزيد من المدنيين والشرطة على حد سواء. فبعد الانفجار الأول الذي خلف عددا من الجرحى، أراد شاب انتحاري اقتحام مفرزة الشرطة بدراجة نارية، تفطن له الشرطي الضحية، الذي عاد للعمل منذ أسبوع، وبعد 1 يوما من زواجه، على بعد أمتار فأطلق عليه النار ليفجر الانتحاري نفسه مخلفا مقتل الشرطي وعون حراسة يعمل بالبلدية. وبالنسبة للجرحى، نقلت وسائل إعلام عن مصادر أمنية أن من بينهم 10 مواطنين، أغلبهم يقطنون بمحاذاة مكان العملية الانتحارية و10 آخرين من عناصر قوات الأمن، مشيرين إلى أنه تم إسعافهم بمستشفى برج منايل، فيما تم تحويل دركي وصفت حالته الصحية بالخطيرة، إلى مستشفى عين النعجة العسكري بالعاصمة. و حسب شهود عيان، فإن العلية الانتحارية الأولى تمت بوساطة سيارة من نوع تويوتا هيلوكس كان يقودها الانتحاري الذي حاول التوغل للوصول إلى مقر الأمن الحضري المتواجد وسط المدينة والمحاذي لمقر البلدية، وقد توقف لبرهة بعد أن توقفت به السيارة التي كانت محملة عن آخرها، وبعد تفطن أحد عناصر الشرطة له فجر نفسه على بعد 100 متر من مقر الأمن الحضري، مخلفا جرحى وسط المواطنين الذين كانوا يقطنون بحي زياني السعيد القريب من مسرح العملية الإرهابية. و حسب مصادر مطلعة فإن عناصر الأمن وصلتها معلومات بوجود عملية انتحارية أخرى متجهة لنفس المكان وعليه تم تطويق المكان من طرف قوات الأمن المشتركة و بعد 20 دقيقة فقط، مر شاب لا يتجاوز 16 سنة من العمر على متن دراجة نارية بسرعة فائقة، وهو يحمل بيده قنبلة، رماها في ساحة مقر البلدية. وفي الوقت الذي حاول فيه الانتحاري الثاني الوصول هو الأخر إلى مقر الأمن الحضري، تدخل شرطي وأطلق عليه النار ليفجر الانتحاري نفسه بالقرب من مقر البلدية ليسفر عن مقتل الشرطي وحارس مقر البلدية وجرح 10 من قوات الأمن و10 مواطنين. من جهة أخرى، سجلت العمليتين الانتحاريتين خسائر مادية كبيرة خصوصا بمساكن المواطنين التي تصدعت معظمها بسبب قوة الانفجار. و في حدود الساعة الحادي عشرة وصل والي ولاية بومرداس والسلطات الأمنية والمحلية إلى مكان العملية، كما قاموا بزيارة الجرحى بمستشفى برج منايل. وتأتي هده العملية الإرهابية عشية رمضان، وهو الشهر الذي تزيد فيه الجماعات الإرهابية من نشاطها، غير أن تفطن قوات الأمن في السنتين الأخيرتين مكنتا من قضاء شهر رمضان في تحسن امني ملحوظ.