استيقظ سكان برج منايل، صبيحة أمس، في حدود الساعة الخامسة وخمس وأربعين دقيقة، على دوي انفجارين قويين، إثر هجومين إرهابيين قام بهما انتحاريان، الأول على متن سيارة ''هيلوكس'' والثاني على متن دراجة نارية من نوع ''فيسبا''. وخلف الهجومان قتيلين، أحدهما عامل بالبلدية وشرطي و12 جريحا 5 من المواطنين و7 من قوات الأمن بينهم دركي حالته خطيرة، نقل على جناح السرعة إلى مستشفى عين النعجة بالعاصمة. أفاد شهود عيان كانوا متواجدين بالقرب من مقهى غير بعيد عن مكان الحادث، أنهم لاحظوا سيارة من نوع ''هيلوكس'' متوقفة على بعد 200 متر من مقر البلدية ومقر أمن الدائرة، وفجأة انطلقت بسرعة فائقة متجهة نحو المقرين، إلا أن وجود حواجز جعل الانتحاري يقوم بتفجيرها غير بعيد عن المكان المستهدف. وخلف الانفجار إصابة عامل في البلدية يدعى شيباني كمال، حوالي 40 سنة، متزوج وأب لبنتين، كان متجها لحظتها نحو مقر البلدية ليباشر عمله. وبسبب الإصابة البليغة التي أصابته، لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى برج منايل. وقال شهود عيان إنه من حسن الحظ أن المكان لم يكن مكتظا كالعادة بالمواطنين، لأن الانفجار وقع في وقت مبكر وإلا لكانت حصيلة الضحايا أثقل، بالنظر إلى قوة الانفجار الذي جعل كل من يسكن بشارع زيان الوناس، شارع الملعب والعربي بوعلام، يخرجون من ديارهم مرعوبين للاستفسار عن مصدر الانفجار، بعد أن أصيبت بيوتهم بتصدعات بليغة وتكسر كل النوافذ، بحيث أصبحت الطرقات ممتلئة بالزجاج والشظايا، وهو ما وقفت عليه ''الخبر'' بعين المكان، خاصة منزل عائلة حميدوش التي انتهت مؤخرا من ترميم ما خلفه زلزال 2003، ليصيبها زلزال بشري هذه المرة، على حد تعبير أحد أفراد العائلة. نفس المصير لحق بعائلتي بوعقار ودريج وكذا المركز التجاري ''مكيري'' الذي لحقت به خسائر بليغة، وهو كذلك لم يتمكن من استرجاع الأنفاس بعد زلزال .2003 انتحاري ثان بعد 40 دقيقة من الأول بعد 40 دقيقة من الانفجار الأول، أقدم انتحاري ثان، كان على متن دراجة نارية من نوع ''فيسبا''، على تفجير نفسه تقريبا في نفس المكان، مع فارق تواجد مكثف للمواطنين الذين خرجوا وقتها من بيوتهم لحظة وقوع الانفجار الأول للاستفسار، ما أدى إلى سقوط الضحية الثانية وهو شرطي بأمن الدائرة، وإصابة 7 آخرين من بينهم دركي أصيب بجروح بليغة استدعت نقله إلى مستشفى عين النعجة بالجزائر. كما أصيب 5 مواطنين خرجوا للمساعدة بإصابات متفاوتة الخطورة، ثلاثة منهم من عائلة واحدة يسكنون بالقرب من مكان وقوع التفجير. ''الخبر'' تزور الجرحى في مستشفى برج منايل وفي زيارتنا للجرحى بمستشفى برج منايل للوقوف على مدى خطورة إصاباتهم، أخبرنا الضحية شابور الصادق، 46 سنة، مصاب على مستوى الذراع الأيمن، أنه خرج لشراء الخبز والحليب بعد الانفجار الأول، ولم يكن يعلم أن هناك مفاجأة أخرى، على حد تعبيره، ليسمع دوي انفجار آخر ويجد نفسه ملقى على الأرض. نفس الأمر بالنسبة للأخوين سيد أحمد وسيد الدين زركال وخالهما محمد عبد الكبير الذين خرجوا بعد الهجوم الأول، حيث تهدم بيتهم بسبب قوة الانفجار، ليتفاجأوا بانتحاري على متن دراجة نارية متجها نحو مقر الأمن، قبل أن يصطدم بالحاجز ليفجر نفسه. وحسب مصادر طبية، فإن قوات الأمن عثرت على رأس الانتحاري الذي كان على متن الدراجة النارية، ويتعلق الأمر بالمسمى بن جمعة، حوالي 20 سنة من العمر، يسكن منطقة أولاد زيان بلقاطة. للإشارة، تمكنت قوات الأمن من تفجير قنبلة ثالثة وضعها الإرهابيون بنفس المكان. وقد تنقل والي ولاية بومرداس إثر وقوع الهجومين، رفقة رئيس بلدية برج منايل، حيث قام بمعاينة المكان كما اطلع على بعض المنازل المتضررة، وأمر مدير السكن والتجهيزات العمرانية بضرورة التدخل وإحصاء الأضرار في كل المنازل والانطلاق في الترميم، كما قامت مصالح الأمن بتطويق المكان تجنبا لأية مفاجآت أخرى، حيث تدخلت الشرطة العلمية لإجراء التحريات المطلوبة وجمع كل ما من شأنه أن يساعد في التعرف على هوية الانتحاري، وكذا نوعية المتفجرات المستعملة من طرف الإرهابيين. للإشارة تعتبر هذه العملية الانتحارية الأولى من نوعها التي تقع ببرج منايل التي تنشط فيها الجماعات الإرهابية على محور زموري وبرج منايل ورأس جنات. وتأتي هذه العملية في الوقت الذي تلقت الجماعات الإرهابية بالمنطقة عدة ضربات موجعة على أيدي قوات الأمن في الأشهر الأخيرة.