قدّم، المسرح الجهوي قسنطينة، أمس الجمعة، فوق خشبة، بيت بشطارزي، بالعاصمة، عرض "أرامل"، للمخرجة شهناز نغواش، وذلك، في إطار المهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته ال14. العمل، اقتبسته، المخرجة شهناز نغواش، عن "مدرسة الأرامل"، للكاتب المسرحي الفرنسي، جون كوكتو، حيث تعرض المَشاهد، معاناة، آسيا، وهي؛ امرأة بورجوازية، فقدت زوجها، الذي كانت تشعل أصابعها، لإرضائه، فيما كان يخونها، وهي لا تعلم. الحب والإخلاص وتقدم، في هذا الصدد، الممثلة موني بوعلام، هذه الشخصية، بروحها الهشة، ووفائها العالي، حتى أنها، بعد وفاة زوجها، امتنعت عن الأكل، لتموت بعده، وعلى هذا الأساس، بقيت في المقبرة بجانبه، بعد أن حنطته لحمايته من التعفن وهو داخل تابوته، وهي تحمل صندوق ملابسها إلى حيث، مأواه، بعد الموت. اكتشاف الخيانة بعد ذلك، تكتشف آسيا، خيانة زوجها، مع خادمتها أحلام، ثم طالباته، والسكرتيرة، ثم؛ قائمة طويلة، من نساء مروا بحياته، في حين، كان يعذبها، ويجرحها، بسوء معاملته. هنا، تقرر آسيا، تغيير حياتها، فبعد، عودة الشريط إلى الوراء، اقتنعت أنها، لابد من أن تعيش حياتها، كما تحب، وأن تركض، وراء السعادة، التي طالما كانت بعيدة عنها، بعدها، تفكر بالدخول في علاقة، مع حارس المقبرة، الذي بدوره، أعجبته لأنها، امرأة وفية، ومخلصة. لكن، آسيا تأمر بتسليم، زوجها، لحارس المقبرة، ليعلقه مع، اللصوص والمجرمين. قرار القضاء على الماضي بعدها، تخلع الأسود، وتستبدله بالأحمر، كالصراع، الذي يحدث، في رواية "الأحمر والأسود" للروائي الفرنسي، ستندال، من حيث، تناول، الخيانة، من مناحٍ مختلفة. كما أن جون كوكتو يقدم عمله المسرحي "مدرسة الأرامل" من أجل الممثلة آرليتي استنادا إلى "السيدة المهيبة" لاويس دو بيترون. تفكيك العرض تبدأ مشاهد المسرحية، من المقبرة، كوضع منطقي لاستهلال الأحداث، فهناك، تكتشف آسيا السر، ومن هناك، تفكر في حياة جديدة. كما، اعتمد العرض، على الراوية، التي تسرد الأحداث، بعدها تعود المشاهد. وكذلك، استعملت المخرجة، تقنية الفلاش باك، عندما تستعيد آسيا ذكرياتها. بالإضافة إلى تقنية، تحريك الماريونات. استخدمت المخرجة، شهناز نغواش، مجسمات، على أساس كونها، قبور، بالإضافة إلى، تواجد شجرة، طيلة مشاهد المسرحية، وكذا صندوق الملابس، فيما توسّط التابوت الخشبي، ركح قاعة العرض. بالإضافة إلى، استخدام الموسيقى، مرافقة للحالات النفسية، التي تتغير، حسب معطيات هذا العرض المسرحي، بين التوتر، والرومانسية، والسعادة. شهناز نغواش: المرأة مسؤولة عن مظلوميتها وقالت، المخرجة شهيناز نغواش، "هذا العرض، مختلف عن مسرحيتي، نساء المدينة، التي كانت كوميدية أكثر، في حين، أرامل، تطرح فكرة وجودية مهمة جدا، وهي، فكرة إنسانية، تخص كل ما يتعلق، بتحسين صناعة الإنسان السليم والصالح، ودور المرأة كبير في هذا الأمر". بالتالي، تحمّل، المخرجة شهناز نغواش، المرأة المظلومة، مسؤولية، ضعفها وهشاشتها، وسط مجتمع ذكوري، وكذا تحديد المذنب، بشكل صريح، كما تحاول، إيصال مفهوم يتعلق، بقدرة، المرأة، على تغيير مفهومها للحياة، والبحث عن مكامن المشاكل، في ذاتها، وبالخصوص؛ قابلية الخضوع للرجل. أول عروض الطبعة ال14 للإشارة، فإن مسرحية، "أرامل"، للمخرجة شهيناز نغواش، أول عرض يدخل، المنافسة الرسمية، للمهرجان الوطني، للمسرح المحترف، في دورته ال14، والتي اقتبستها المخرجة، عن نص أصلي، بعنوان "مدرسة الأرامل"، للكاتب الفرنسي جون كوكتو. أدى أدوار، المسرحية، كل من موني بوعلام، في دور "آسيا"، ونجلاء طارلي في دور "أحلام"، وياسمين عباسي في دور "ياسمين"، فيما صممت مخرجة العرض، السينوغرافيا، واهتم بالموسيقى عمار حسيس، وعبد الحميد ليتيم، أما الكوريغرافيا فأعدها رمزي دفوس.