لا تزال قضية الغاء زيارة الوزير الاول الفرنسي، جان كاستاكس، الى الجزائر تصنع الحدث الاعلامي وخاصة على مستوى الجانب الفرنسي، وهنا يمكن الاشارة الى مقال مطول نشرته يومية لوفيغارو المعروفة بقربها من الأوساط اليمينية الفرنسية، حول هذه القضية. وتحت عنوان: "علاقة فرنسا-الجزائر عالقة في مستنقع"، قالت الصحيفة الفرنسية إن "تأجيل الزيارة التي كان يفترض أن يقوم بها جان كاستيكس الى الجزائر بمناسبة انعقاد الدورة الخامسة للجنة الحكومية الفرنسية الجزائرية رفيعة المستوى، تشهد على وجود مناخ سلبي، على الرغم من التفاهم بين رئيسي البلدين إيمانويل ماكرون وعبد المجيد تبّون". وتشير الصحيفة الفرنسية إلى أن بيان رئاسة الحكومة الفرنسية أكد أن قرار تأجيل الزيارة إلى الجزائر تم اتخاذه رسميا "بالاتفاق المتبادل بين السلطات الجزائرية ونظيرتها الفرنسية" نظرا "للسياق الصحي" الذي ما زالت تفرضه جائحة كوفيد تسعة عشر. غير أن وسائل اعلام جزائرية حسب الصحيفة الفرنسية قدمت رواية مختلفة: "الزيارة تأجلت بطلب من الجانب الجزائري، بسبب تحفظاته على مستوى الوفد الذي لا يتوافق مع أهمية الحدث". ونقلت "لوفيغارو" عن مصدر جزائري، وصفته بالمطلع على الملف، قوله إن: " قصر ماتينيون قدّر بشكل سيئ أهمية هذا الاجتماع، لأن جميع الوزراء المعنيين بالملفات كانوا ضروريين للارتقاء بمستوى العلاقة بين الرئيسين الجزائري والفرنسي. فتردد بعض الوزراء، مثل وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، الذي قيل إنه غير رأيه عدة مرات، وانتهى به الأمر إلى إثارة غضب الجزائر، التي شهدت تقلص الوفد يوما بعد يوم". وتتابع "لوفيغارو" التوضيح أن مكتب رئيس الوزراء الفرنسي فُوجئ بردود الفعل وإعلانات التأجيل من الجانب الجزائري، ولم ترغب رئاسة الحكومة في الإدلاء بأي تعليقات أخرى، وظلت متمسكة بالبيان الصحافي الذي صدر مساء الخميس. كما نقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من جان كاستيكس، قوله إنه "حتى آخر لحظة، ونظرا لإجراءات الكبح التي اتخذت في فرنسا لمكافحة التفشي المستمر لجائحة كوفيد تسعة عشر، لم نكن نعرف ما إذا كان من الممكن أن تتم الزيارة. لقد فعلنا كل ما في وسعنا للذهاب إلى الجزائر من خلال تقليص الوفد قدر الإمكان، الأمر الذي لم يرض الجزائريين". لوفيغارو نقلت عن رجل أعمال من الباترونا الجزائرية قوله إن وفد حركة الشركات الفرنسية أو جمعية أرباب العمل الفرنسية، لن يشارك في أعمال الدورة الخامسة للجنة الحكومية الفرنسية الجزائرية رفيعة المستوى، وهي بمثابة قمة مصغرة بين وزراء البلدين، بدأت في عام 2012 من قبل الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند لدعم التعاون الثنائي. ويضيف رجل الأعمال الجزائري قائلا: "إنه لأمر مخز لأننا خططنا لعقد اجتماع مشترك... وبعد ذلك انخفض تدريجيا عدد الوزراء، الذي كان مقررا أن يصل إلى ثمانية وزراء".