لعب الشخصية الريفية في "الطاكسي المخفي"، وكان الزوج المغلوب على أمره في "إمرأتان"، والأب المتهور في "عائلة كي الناس"، وبنزعته الثورية المغروسة في نفس كل جزائري أدى شخصية البطل الشيخ "بوعمامة" ومخلوف البومباردي في "كرنفال في دشرة"، كان أول ظهور له في الساحة الفنية إلى جانب أب المسرح الجزائري محيي الدين بشطارزي ومصطفى كاتب في فيلم بوليسي للمخرج عبد الغني مهداوي، بعد ذلك شارك في حلقة مصورة عنوانها "المشحاح " مستنبطة من إحدى نصوص موليار، ومن هنا بدأت مسيرة عملاق السينما الجزائرية دون منازع الفنان القدير "عثمان عريوات". ولد عثمان عريوات في مدوكال وفيها درس مرحلته الابتدائية، وفي سن العشر سنوات رحل رفقة عائلته إلى الجزائر العاصمة، عشق الفن منذ الصغر وكان شديد السعادة بالأدوار التي يؤديها على الخشبة حتى ولو كانت بسيطة، إلا أن وطأها كان عميقا كمعق قاع الأرض، بمثابرته وصبره تمكن من أن يضع لنفسه مكانا ضمن خارطة صناع الفن الجزائري ببزوغ نجمه في بداية التسعينيات من القرن الماضي، وازدادت شهرته بعد وفاة الفنان حسن الحسني لكونه أراد الاقتراب من نموذجه في التمثيل باختيار الشخصية الريفية في فيلم الطاكسي المخفي لبن عمر بختي عام 1989، ولم تعيقه نحافة جسمه من تجسيد شخصية الزعيم التاريخي والثوري الشيخ بوعمامة باتقان على الشاشة. ويعتبر عمثان عريوات نفسه محظوظا لأنه عايش جيل صناع الفن الجزائري ومثل إلى جانبهم، من طراز: الفنان القدير حسن الحسني المعروف ببوقرة، رويشدوصيراطبومدينوالحاجعبدالرحمانومصطفىكاتبوسيسانيوحاجعمروكلثومونوريةوياسمينةوقزدرليوعويشاتوحميدالنمريوأوقاسيونزريةوقاسيقسنطيني. وبالرغم من الحالة المزرية التي تعرفها السينما والمسرح الجزائري منذ فترة طويلة، إلا أنه لا يزال مولعا به، ويتمنى في تأدية الدوار التي تضيف إلى رصيده الفني الزاخر، وتترك البصمة في عقول ونفوس المشاهد الجزائري الذواق للفن الجميل، ولايزال هذا العملاق البسيط يحلم فيتأديةأدوارفيمسرحيةمازالجوهالميتضحبعد- يقول هذا الرمز الفني الشامخ-.. هبة الرحمان