وفي هذا الصدد، يعاني 83 تلميذ من قرية الحوض صعوبات كبيرة للوصول الى مقاعد الدراسة بالطور المتوسط بمدينة البيض التي تبعد عنهم حوالي 11 كلم، وبالنظر إلى نقص النقل المدرسي بصورة شبه مستمرة يضطر بعض التلاميذ حسب أوليائهم بعد نهاية الدراسة مساء وبعد غياب حافلة النقل المدرسي الى قطع المسافة مشيا على الأقدام، وبعضهم يتنقل مع الشاحنات والجرارات رفقة الدواب والمواشي في وضعية مزرية. وأشارت مصادرنا إلى انه وهروبا من الواقع المر الذي يعيشه التلاميذ اضطر 3 منهم لحد الساعة التوقف عن الدراسة، هذا فضلا عن توقف البنات عن الدراسة للاسباب السالفة الذكر. أولياء التلاميذ، أكدوا أن الحافلة الوحيدة التي وفّرتها البلدية لأبنائهم ذات 25 مقعد لا تفي بالغرض على الإطلاق حيث يكدس فيها التلاميذ بمختلف الأطوار، ورغم ذلك فإنها كثيرة العطب والتخلف عن التلاميذ مما أثر على نمط تمدرسهم، وناشد الأولياء في ذات الاطار مسؤولي بلدية البيض في اتخاذ إجراءات جدية للحد من معاناة أبنائهم خاصة مع بداية هذا الفصل الدراسي، من جهة أخرى، وفي خطوة نحو التصعيد أقدم نهاية الأسبوع تلاميذ ثانوية طريق الحوض بمدينة البيض على الاعتصام أمام مقر مديرية التربية بالبيض، رافضين الالتحاق بأقسام الدراسة احتجاجا على غياب النقل المدرسي من أحيائهم إلى الثانوية التي وُجّهوا إليها والتي تبعد عن مقر سكناتهم بمسافات بعيدة، التلاميذ رفضوا الالتحاق بمقاعد الدراسة بالثانوية التي تم افتتاحها الاسبوع الماضي فقط رغم تدخل مدير التربية، الذي أشار في لقاء جمعه بهم أنه وفر بالمؤسسة كل متطلبات الدراسة الناجحة، مذكرا أن ولاية البيض رصيدها الذي تفتخر به يبقى التربية والتعليم، حيث تحقق نتائج ممتازة كل سنة منها الرتبة السابعة العام الماضي خلال امتحان البكالوريا .. إلا أن التلاميذ اعتبروا أن توجيهم إلى ثانوية مهجورة خارج النسيج العمراني للمدينة فيه خطر على حياتهم خاصة البنات منهم، حيث يتعرضون لتحرشات كبيرة على مستوى الطريق المؤدي الى الثانوية والمحفوف بالأشجار والأحراش. التلاميذ استقبلهم الأمين العام لمديرية التربية، ووعد بإيجاد حل لهم وطلب منهم استدعاء أوليائهم لعقد اجتماع معهم يوم الاثنين القادم لدراسة الوضع وحثهم على إخلاء المكان، والتركيز على مدينة البيض لا يعني ان البلديات الاخرى في منأى عن هذا المشكل الكبير، فبلدية المحرة على سبيل المثال لا الحصر تُعاني الأمرين في توفير النقل لتلاميذ القريتين المحيطيتن بها بن هجام والدغيمة، حيث أن الحافلة الوحيدة المتوفرة يضطر سائقها الى بداية عمله على الساعة الرابعة صباحا ليستطيع نقل افواج المتمدرسين المتتالية في صراع مع الوقت والطريق المهترئة على مسافة 15 كلم، ما يعرّض الكثير من التلاميذ لهجمات الكلاب الضالة والبرد القارس للمنطقة في فصل الشتاء . محمد هرقال