أعربت بعض العائلات القاطنة بالقرب من الواد الذي يقع بين سيدي يوسف وبني مسوس مركز، عن تخوفها من تكرار تجربة فيضان الواد خلال فصل الشتاء، خصوصا وأن البيوت التي يسكنون فيها قصديرية وهشة لا يمكنها المقاومة . عبّرت العائلات التي لا يتعدى عددها 6 عائلات والقاطنة قرب الواد عن تذمرها من طريقة عيشها الصعبة وظروفها القاسية، بحكم سكناتها القصديرية الهشة التي تتجمع فيها المعاناة والبؤس بأتم معنى الكلمة، حيث صرّح أحد القاطنين أنهم مهددين بسقوط البيوت من جهة أو فيضان الواد من جهة أخرى، وتطرق إلى فيضانه في شتاء 2007، حيث اضطروا إلى ترك منازلهم لعدة أيام بعد أن داهمتهم السيول، وتسببت هذه الحادثة في عزل منطقة "سيدي يوسف" عن بني مسوس لمدة يوم كامل، إذ لم تجد وسائل النقل طريقا آخر للمرور، وامتنع كل من التلاميذ والعاملين في ذلك اليوم عن الخروج من المنزل، وإن كان الخطر الحقيقي يهدد السكان أو العائلات القاطنة بقربه، والتي لم تجد مكانا تأوي فيه نفسها غير هذا الواد الموحش أصلا، وحتى الوصول إلى هذه العائلات صعب للغاية، نظرا لتموقعهم في منحدر صعب جدا، أما عن طريقة عيش هؤلاء فهي بسيطة جدا وبدائية وتخلوا من كل الظروف والمحفزات الضرورية للحياة، فهم يتقاسمون بيوتهم المبنية أصلا من الطوب والقصب مع حيواناتهم التي يعيشون منها، وقد نتج عن هذه الوضعية انتشار رهيب للروائح الكريهة المزدوجة المنبعثة من فضلات الحيوانات المحيطة بالبيوت وتوجد حتى بداخلها، وكذا من تسرب المياه القذرة من قنوات الصرف البدائية، التي تعتمد على مجرد حفر سرعان ما يخرج ما بداخلها إلى السطح، أما الماء والكهرباء فلكل طريقته في الحصول عليها بطرق غير شرعية وغير مؤمنة تهدد سلامتهم، وفي خضم هذه المشاكل المتراكمة، طالبت العائلات الستة من السلطات المحلية بترحيلهم إلى سكنات لائقة غير تلك القصديرية الهشة، والأهم من ذلك إبعادهم عن خطر فيضان الواد، الذي يبقى قائما وواقعا بمجرد حلول فصل الشتاء.