أسدل الستار أمس الأول بولاية معسكر على فعاليات الملتقى الوطني الثاني حول المبايعة الأولى للأمير عبد القادر في ذكراها السابعة والسبعون بعد المائة، الذي شارك فيه ثلة من الباحثين والأساتذة والمختصين من جامعات وهران، معسكر، تلمسان وسيدي بلعباس. تطرق المشاركون إلى جملة من المحاور الوثيقة الصلة بمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، أين حرصوا على إبراز الاستراتيجية الرشيدة التي تبناها الأمير عبد القادر لتلطيف الأجواء السياسية ومواجهة الأحداث والمستجدات، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، إضافة إلى المواقف التي تبناها للتعريف بالقضية الجزائرية في تلك الحقبة التاريخية، من جهة أخرى أكد المشاركون على أن مبايعة الأمير كان نصرا عظيما في صالح كل الجزائريين، وهذا ما دعمه الباحث والأستاذ بجامعة التاريخ بمعسكر مختار بنقاب في مداخلته التي حملت عنوان "مشروعية الدولة لدى الأمير"، حين أكد من جهته أن المبايعة كانت شرعية بكل المقاييس، وأنها شكلت نوعا من الإجهاض الديمقراطي الشرعي. تجدر الإشارة، إلى أن المبايعة الاولى للأمير عبد القادر بن محي الدين، لقيادة المقاومة ضد الإستعمار الفرنسي قد تمت تحت شجرة دردار بمنطقة "غرس" بمعسكر، في يوم ال 27 نوفمبر 1832، لتدخل تلك الواقعة السجل التاريخي الجزائري، أما المبايعة الثانية فقد كانت في ال 4 فيفري 1833 بمسجد سيدي حسن المتواجد وسط مدينة معسكر، ويحمل حاليا اسم مسجد المبايعة.