قال الشاعر سليمان جوادي أن وضعية اتحاد الكتاب الجزائريين الحالية مزرية جدا، واعتبر قيادة هذه الهيئة غير شرعية لم تعمل على شيء سوى تخريب هذا الصرح الثقافي الذي كان لوقت قريب فخر كل الكتاب والمثقفين ،وكل الجزائريين، ونادى المتحدث على هامش الأمسية الشعرية التي نشطها أول أمس، بالجاحظية كل الرؤساء الذين سيروا الاتحاد سابقا إلى ضرورة التحرك لوضع حد لهذه القيادة لأنه من غير الممكن أن تستمر الأوضاع على ما هي عليه الآن من تسيب، وتمنى بالمقابل جوادي أن يخرج هذا الصرح الثقافي من أزمته الحالية ويعود إلى سابق عهده من الازدهار ونوه المتحدث بموقف رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح والقاضي بدعوته ضرورة فتح باب الحوار من طرف كل الهيئات المخول لها ذلك لإخراج الإتحاد من نكسته الحالية ويقال سليمان جوادي في هذا الشأن آلمني أن هذه الهيئة العريقة لا يكون فيها قيادة لا تمثل حدا أدنى من الإجماع مشيرا إلى الطريقة الغير قانونية التي عين عبرها المسيرون الحاليون للاتحاد ومن جانب آخر تحدث الكاتب عن واقع القصيدة الغنائية التي يرى أنه رغم وجود كتاب وملحنين جيدين إلا أن هذه الساحة الفنية تفتقر إلى أهرامات كبيرة تمثل الجزائر ويضرب بها المثل كما هو الحال في مصر، وارجع ذات المتحدث ذلك إلى غياب عنصر المنافسة الذي كان من أهم مميزات الشعر الغنائي في الثمانينات مع الشيخ البرناوي وبوزيدي وعثمان حشلاف والذين كتبوا لكي تغنى قصائدهم ونوه بالموازاة مع ذلك إلى الكاتب بوليفة الذي أنتج أشياء جيدة حسبه واستطاعت أن تخترق الحدود وأشار في إطار حديثه إلى الوضع المتوتر الذي كان سائدا في تلك الفترة والرقابة التي كانت مفروضة على القصيدة الغنائية باعتبار أن وقعها أقوى وضرب مثلا بعدم قبول لجنة تحكيم مسبقة لهذا النوع من الشعر قصيدته الغنائية التي تقول" أملنا ترجع وتعود وتمحي الأيام السود " لاعتقاد هذه اللجنة أن الأغنية كتبت عن الرئيس الراحل بن بلة، وبالموازاة مع ذلك يدعوا الكاتب إلى ضرورة إسناد القصائد الغنائية الجميلة إلى مطربين معروفين لكي تسمع وضرب مثلا بإشعاره التي أداها المطرب الشاب خالد والتي ذهب بها إلى العالمية على غرار قصيدة" حتى أنت طوالوا جنحيك" وكان ذلك سنة 1984 وقال في هذا السياق الكتابة لمطرب معروف وأن يغني لي الشاب خالد قصيدتي فإن الفكرة سوف تكون منتشرة حتى لا يغنيها مطرب الحي وهو نفس الأمر أن أنشر قصيدتي في جريدة وطنية على أن انشرها في جريدة جهوية وكشف سليمان جوادي عن سبب إسناد قصائده لهذا المطرب وقال "أردت بذلك أن يتدرج الشاب خالد في اللغة ليغني بالفصحى بعد ذلك" وهو الأمر الذي حدث له عندما أدى أغنية ثنائية مع المطرب التونسي لطفي بوشناق وكانت التجربة ناجحة جدا وليس بعيدا عن ميدان الشعر تحدث جوادي عن واقع هذا الفن في الجزائر وأكد أن التراكم الموجود في هذا الجانب يوحي بأن وضعه جيدا خاصة أن هناك أسماء أدبية تنافس الشعراء العرب في المسابقات وتحصد المراتب الأولى خصوصا حسبه ما تعلق بالعنصر النسوي الذي فاق كل التوقعات في الكتابة الشعرية وقال أن كل البلدان العربية تحسدنا عليهن وأشار في سياق ذلك إلى بعض الخلط الموجود في القصيدة الجزائرية وتذبذب مستواها إلا أن ذلك حسب جوادي الأمر الذي يبقى هو الشعر الجيد والبقاء للأصلح على حد تعبيره ليختم حديثه بالقول لدينا شعرنا الجزائري وهو الآن بخير والحمد لله" وألقى سليمان جوادي مجموعة من قصائده والتي مزج خلالها بين المقاطع الجديدة والقديمة متنقلا عبر دواوينه بين مواضيع الحب كقصيدة" قومي ارسميني وقصائد تتحدث عن المكان ك قصيدة وهران وقصائد وطنية على غرار "اله يا جزائر وكوينين " ليعود بذاكرته إلى ماضي الرجولة والفحولة والشهامة في قصيدة رصاصة لم يطلقها حمى لخضر والتي كتبها سنة 1982م عن الرئيس الراحل هواري بومدين أراد جوادي من خلالها إقامة موازنة بين ذلك الزمان الذي كان ذات يوم وزماننا هذا وهي عبارة عن مقاربة سياسيو ثقافية عبر من خلالها على كل ما مر به الوطن العربي ويمر به الآن من أوضاع اقل ما يقال عنها أنها دموية وقد استعمل بذلك تقنية التناص والموروث التراثي والشخصيات التاريخية كشخصية حمة لخضر الذي استطاع أن يذهب بالجزائر إلى أرقى المراتب وان يخرجها من الجهل والأمية وكذلك شخصية فطوم التي أراد بها تبيان خصال المرأة الجزائرية ذات يوم ممثلة في حاملة السلاح أمام أعتى قوة استعمارية في القرن العشرين وهي لالة فاطمة نسومر لتكون بذلك هذه القصيدة المطولة رمز الرجولة المفقودة في هذا الزمان. صباح شنيب