قال تعالى: (وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) آل عمران:101، قال ابن كثير، رحمه الله: (الاعتصام بالله، والتوكل عليه هو العمدة في الهداية، والعدة في مباعدة الغواية، والوسيلة إلى الرشاد، وطريق السداد، وحصول المراد) التفسير: 2/86. وقال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِير) الحجُ78.قال السعدي، رحمه الله: (أي امتنعوا بع، وتوكلوا عليه في ذلك، ولا تتكلوا على حولكم وقوتكم، هو مولاكم الذي يتولى أموركم، فيدبركم بحسن تدبيره، ويصرفكم على أحسن تقديره. فنعم المولى لمن تولاه فحصل له مطلوبه، ونعم النصير لمن استنصره، فدفع عنه المكروه) التفسير. ومن الاعتصام بالله، الفزع إلى الصلاة، ف(الصلاة نور) رواه مسلم. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.رواه الطبري. فعن أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فزعا يقول: سبحان الله! ماذا أنزل الله من الخزائن! وماذا أنزل من الفتن! من يوقظ صواحب الحجرات، يريد أزواجه، لكي يصلين. رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة) رواه البخاري. ومن الاعتصام بالله دعاؤه، سبحانه، والاستعاذة به من الفتن. فعن أنس، رضي الله عنه، قال: سألوا النبي صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه بالمسألة، فصعد النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم المنبر فقال: لا تسألوني عن شيء إلا بينت لكم. فجعلت أنظر يمينا وشمالاً، فإذا كلرجل رأسه في ثوبه يبكي، فأنشأ رجل كان إذا لاحى يدعى إلى غير أبيه، فقال: يا نبي الله: من أبي؟ فقال: أبوك حذافة. ثم أنشأ عمر فقال: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً. نعوذ بالله من سوء الفتن. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط! إنه صورت لي الجنة والنار حتى رأيتهما دون الحائط) رواه البخاري، وفي رواية: (عائذا بالله من سوء الفتن أو قال أعوذ بالله من سوأى الفتن)