تكتسي الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إلى قطر للمشاركة في منتدى الغاز باعتبار الجزائر صارت تمثل رقما مهما في معادلات الغاز في العالم، أهمية كبرى، لأنها تأتي في سياق تحديات اقتصادية وسياسية كبيرة بالأخص في أوروبا. وغادر، أمس السبت، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون نحو قطر بدعوة من رئيسها الشيخ تميم بن حمد آل الثاني، وسيشارك الرئيس في القمة السادسة لرؤساء وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز التي ستنعقد غدا الاثنين، ومن المرتقب أن يلتقي الرئيس خلال زيارته أمير دولة قطر لمناقشة عدد من الملفات السياسية بالأخص ملف القمة العربية المقررة في الجزائر. زيارة الرئيس عبد المجيد تبون، تحمل من الناحية السياسية العديد من الرسائل السياسية بالأخص وأنها تزامنت مع انعقاد القمة الأوروبية الإفريقية في بروكسل، فالرئيس اختار إيفاد الوزير الأول ايمن بن عبد الرحمن ووزير الخارجية رمطان لعمامرة للمشاركة فيها باسم الجزائر بدلا عنه بسبب ارتباطاته مع منتدى أهمية الغاز حسبما قاله الخبير في الشؤون الاقتصادية أحمد حيدوسي ل "الجزائر الجديدة". وبرأي الخبير أحمد الحيدوسي فإن القمة الأوروبية الإفريقية التي انعقدت في بروكسل على مدى يومي الخميس والجمعة مجرد مناسبة برتوكولية وشكلية، بينما يكتسي منتدى الغاز في قطر أهمية بالغة خاصة وأن الجزائر هي من ستترأس هذا المنتدى. ويقول الخبير في الشؤون الاقتصادية إن الجزائر تريد تمرير مجموعة من الرسائل أبرزها طمأنة زبائنها في القارة العجوز بوفائها بوعودها من حيث إمدادات الغاز المميع وكذلك الطلبات الإضافية، مشيرا في هذا السياق إلى أن الجزائر تسعى جاهدة للحفاظ على حصتها في أسواق الطاقة العالمية وحتى رفع طاقتها الإنتاجية بالأخص وأن أسواق الطاقة العالمية أصبحت اليوم مهددة في ظل الصراعات الجيوسياسية أبرزها التوتر القائم بين روسيا وأوكرانيا، لا سيما وأن موسكو تعتمد على خطوط الأنابيب الأوكرانية لضخ الغاز إلى وسط وشرق أوروبا. وعلى الرغم من الأهداف المعلنة من الزيارة كمنتدى الدول المصدرة للغاز، غير أن هذه الزيارة ستشكل فرصة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وأمير دولة قطر لبحث عدد من الملفات السياسية الهامة على رأسها ملف القمة العربية المقررة في البلاد، حيث من المرتقب أن يعرض الرئيس أجندة القمة المتعلقة بتوحيد الصف العربي وعودة القضية الفلسطينية إلى صلب العمل العربي المشترك. ومن المرتقب أن يلتقي الرئيس عبد المجيد تبون، غدًا الاثنين، رابطة رجال الأعمال القطريين، في لقاء سيعرف مشاركة قطاع واسع من رجال الأعمال والمستثمرين، لبحث ملف الاستثمار في االبلاد وأيضا عرض صورة عن الامتيازات التي تقدمها الجزائر للمستثمرين الأجانب، والقطاعات الحيوية المتاحة أمام الاستثمار وقدرات السوق الجزائرية. وتعتبرُ قطر أكبر مستثمر عربي في الجزائر وتستحوذ على 74 بالمائة من مجموع الاستثمارات الأجنبية بالجزائر حسبما كشفه الطيب شباب، رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة. وقال الطيب، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية، أمس السبت، إن هناك رغبة في توسيع حجم الاستثمارات بين البلدين، خاصة في مجال البتروكيماويات، مضيفا أن هناك تشابها كبيراً في مناخ الاستثمار بين البلدين، وهو الأمر الذي من شأنه خلق شراكات قوية متوسطة وبعيدة المدى. وأشار إلى أن النصف الأول من العام الجاري سيشهد عددا من اللقاءات بين الجانبين القطريوالجزائري، لبحث سبل تعزيز التعاون وإعطاء الشراكة القطريةالجزائرية دفعة قوية، خاصة أن قطر تُعد شريكاً اقتصادياً مهما للجزائر. وأشار إلى وجود زيادة ملحوظة في حجم الاستثمارات المشتركة بين البلدين، حيث يوجد حالياً نحو 115 شركة قطرية جزائرية مشتركة، كما شهد التعاون الاستثماري تقدما كبيراً إثر إنشاء الشركة "الجزائريةالقطرية للصلب" بالجزائر، مؤكدا أنها تعتبر من أهم المشاريع المشتركة في المنطقة وتجاوزت تكلفتها الاستثمارية ملياري دولار. وأضاف: "كما تستحوذ شركة "أوريدو" على حوالي 12.9 مليون مشترك جزائري، ويمكن توسيع الشراكات بين البلدين لتضم قطاعات أخرى، أبرزها الزراعة والسياحة والعقارات والرياضة".