لا تزال معاناة العائلات القاطنة بحي " 200 مسكن" المتواجد على مستوى اقليم بلدية بابا حسن غرب العاصمة، متواصلة في ظل النقائص التي يعيشون في ظلها منذ سنوات عديدة ، من دون ان تتكفل السلطات المحلية بانشغالاتهم التي أضحت اليوم عبارة عن هواجس تزعجهم وتؤرقهم. أبدت العائلات القاطنة بالحي في لقاء مع " الجزائرالجديدة" ، استيائها وامتعاضها الشديدين ، إزءا الاوضاع السيئة التي تشهدها منازلهم وعادت بالسلب على حياتهم، الوضع الذي جعلهم يوجهون نداء استغاثة للسلطات المحلية قصد النظر في انشغالاتهم العديدة والمتراكمة منذ إقامتهم بالحي ومن خلال شكاوي قدمها القاطنون إلى المسؤولين أنهم يعانون من تدهور الظروف المعيشية منذ فترة معتبرة دون اهتمام منهم، الأمر الذي ساعد على تنامي المشاكل المتراكمة والتي تزداد تدهورا يوما بعد يوم.وحسب ما صرح به فإن مشكل الطرق يتقدم انشغالات هؤلاء الذين تضطرهم الحالة الكارثية للطريق إلى المشي بدل استعمال مركباتهم خاصة في فصل الشتاء ذلك يعود إلى كثرة المطبات والحفر والبرك المائية، تصعب من خلالها حركة السير لدى الراجلين خاصة لدى كبار السن وحتى التلاميذ المتمدرسين الذين عانوا الكثير خلال فترة دراستهم صعوبة بالغة إثر اجتيازهم تلك المسالك. من جهة أخرى أعرب أصحاب المركبات عن تذمرهم نتيجة ما لحق بمركباتهم التي عادت لا تصلح لشيء بسبب الأعطاب الكثيرة التي تعرضت اليها هذه الاخيرة والتي كلفت أصحابها انفاق اموال باهضة في سبيل اصلاحها .
انقطاع متكررة في الماء الشروب وما زاد في الطين بلة ومن معاناة هؤلاء، مشكل الانقطاع المتكرر لمياه الشرب والذي لا يزال مطروحا رغم الوعود باحتواء الوضع منذ مدة ولكن حسب السكان أن المؤسسة لم تف بوعودها ويبقى السكان يتجرعون مرارة قطع المسافات من الأماكن العمومية، أما البعض فليجأ إلى الصهاريج المليئة بأتعاب تفوق 700 دينار، وهو الأمر الذي أثقل كاهل أرباب الأسر خاصة ذوي الدخل المحدود . من جهة أخرى طالب السكان من السلطات ربط منازلهم بشبكة الغاز الذي حرموا منها منذ سنوات قبل حلول فصل الشتاء وخاصة وأن المنطقة تتميز ببرودة طقسها.كما طالب السكان وفي سياق آخر بتوفير الإنارة العمومية والتي يفتقر لها الحي منذ نشأته، نظرا للامتحانات اليومية التي طالتهم، ناهيك عن المخاوف التي أصبحت تراودهم خصوصا في الفترات المسائية وحتى الصباحية أين يضطر أرباب العائلات مرافقة أبنائهم وأمام هذه الوضعية التي أضحت سبه كارثية الملازمة للحي منذ فترة جدد السكان في مناشدتهم إلى السلطات المحلية ومسئولي المؤسسات لانتشالهم من هذه الوضعية، ووضع حلول نهائية وعاجلة لهذه الانشغالات خاصة فيما يتعلق تهيئة الطرق وترقيتها، بالإضافة إلى مشكل الانقطاعات المتكررة للمياه مع توفير النقل من أجل فك العزلة عن الحي وتحسين مستوى المعيشي للسكان . وسكان حي "الوئام"يطالبون بالتهيئة شدت العائلات القاطنة بحي الوئام ببلدية بابا حسن بضرورة تدخل السلطات المحلية والهيئات المعنية للنظر في انشغالاتهم في ظل غياب أدنى متطلبات الحياة الكريمة، وقد حمّل السكان المسؤولية كاملة للسلطات المحلية التي لم توجه أي التفاتة إلى معاناتهم رغم ما تم رفعه من شكاوي من طرف السكان . يعيش السكان وسط ظروف اجتماعية صعبة ومزرية نتيجة لانعدام متطلبات الحياة والمرافق الضرورية، وحسب السكان يأتي مشكل تدهور الطريق المؤدي إلى حيّهم في المرتبة الأولى، خاصة وأنه الوحيد لكنه لم يتلقى أي اهتمام من قبل المنتخبين الذين قابلوا مطالب السكان بالتجاهل واللامبالاة الأمر الذي زاد في استيائهم، مؤكدين في ذات السياق على ان الصعوبات التي يتلقونها في قطع تلك الطريق عند تساقط الأمطار، أين تتحول إلى مسلك وادي مليء بمياه الأمطار المتساقطة خاصة مع الحفر المتواجدة على مستوى الطريق وبأعماق متفاوتة تصعب من خلالها حركة السير بالنسبة للراجلين وحتى أصحاب المركبات الذين أبدو امتعاضهم من الطريق الذي حوّل حياتهم إلى جحيم، كونه لم يشهد أي عملية تهيئة منذ أكثر من أربع سنوات. كما أعرب السكان ومن جهة أخرى عن استيائهم الشديد للغياب الشبه كلي للإنارة العمومية، والتي بدورها أدت إلى عزلة الحي خاصة بعد الاعتداءات العديدة التي أصبحوا يتعرضون لها منذ فترة، الأمر الذي جعلهم يتجرّعون مرارة العيش، وأمام مرأى المسؤولين الذين التزموا الصمت اتجاه انشغالات السكان، وما زاد من معاناة السكان هو مشكل النقل الذي بات بمثابة هاجس يؤرق هؤلاء، في ظل غياب وسائل النقل، الوضع الذي يضطرهم الوقوف لساعات طويلة بالموقف الخاص بالبلدية والتي تعاني هي الأخرى من انعدام محطة المسافرين، الأمر الذي يضطر السكان الالتحاق بالموقف الوحيد المتواجد على مستوى البلدية لقضاء حاجاتهم، وفي هذا السياق طالب السكان بتدخل الهيئة المعنية بدرجة أولى لتزويد الحي بحافلات نقل إضافي حتى يتمكن السكان من الالتحاق بمناصب عملهم في أوقاتهم المحددة دون معاناة . وأمام معاناة السكان المتواصلة، جدد هؤلاء مناشدتهم إلى المسؤولين المحليين للتدخل العاجل لوضع حلول نهائية للمشاكل التي يتخبطون فيها، من خلال تهيئة المسالك وتوفير الإنارة العمومية، مع تدعيم المنطقة بوسائل نقل إضافية لضمان راحة المواطنين .