أشادت الجزائر باتفاق المعارضة والانقلابيين في موريتانيا على إقامة حكومة وحدة وطنية وتأجيل الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة اليوم إلى 18 جويلية المقبل، بهدف حل الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ انقلاب العسكريين على الرئيس المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله في صيف عام 2008 الماضي. وحسب بيان لوزارة الخارجية نشر أمس فان الجزائر "تشيد بهذا الإنجاز الكبير للحوار السياسي الذي جمع كل الفاعلين السياسيين الموريتانيين"، معتبرة أن الاتفاق "حدّد طرق ووسائل الخروج من الأزمة بالعودة السريعة إلى النظام الدستوري". وكانت الجزائر رفضت بشدة الانقلاب على ولد الشيخ عبد الله، وقالت على لسان وزير الخارجية مراد مدلسي "إن الجزائر لن توافق أبدا أن يؤخذ الحكم في أي بلد خارج الأطر الدستورية (...) وبعد الذي حدث في هذا البلد، بلَّغنا المسؤولين الموريتانيين الذين جاءوا إلى الجزائر أن موقفنا حيال الانقلاب يمليه مبدأنا المسجل في كل المواثيق القارية والدولية، خاصة ما يتعلَق بميثاق تأسيس الاتحاد الإفريقي عام 1999، اذ كانت قرارات الاتحاد واضحة بهذا الخصوص"، في إشارة إلى رفض الاتحاد التعامل مع أي حكومة في إفريقيا تأتي عن طريق الانقلاب. وقد رفض رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة استقبال مبعوثين موريتانيين، وكلّف عبد القادر مساهل الوزير المنتدب للشؤون الإفريقية والمغاربية بلقائهما. وينص اتفاق حلّ الأزمة على منح حقائب الداخلية والمالية والاتصال للأحزاب المعارضة للانقلاب، على أن يختار الجنرال محمد ولد عبد العزيز قائد الانقلاب والمرشح للرئاسة، رئيس الوزراء بعد التشاور مع القوى المعارضة. كما ينص على أن يعلن الرئيس المخلوع، الذي كان يعتبر نفسه حتى هذا الإتفاق الرئيس الشرعي الوحيد لموريتانيا، طوعيا، انسحابه لصالح رئيس مجلس الشيوخ الذي سيتولى بذلك الرئاسة بالنيابة.