عرفت العهدة الجديدة للمجلس الشعبي الوطني والذي تم تنصيبه السبت الفارط غياب العديد من الوجوه البرلمانية التي مثلت ولاية وهران في العهدة السابقة رغم دخولها معترك سباق التشريعيات الأخيرة لتمديد تواجدها لعهدة أخرى بقبة زيغود يوسف على غرار نواب حمس سابقا وجبهة التغيير حاليا، والآمجيدي وحزب الكرامة، الآفانا، الآفندي والوطنيين الأحرار.إضافة إلى نواب الآرندي والآفالان الذين انتهت عهدتهم. فقد سجل الشارع الوهراني غياب العديد منهم عن الأنظار منذ انتخابات العاشر ماي الفارط ولم يظهر لهم آثر، وأرجع عدد من المتبعين للشأن السياسي بعاصمة الغرب الجزائري أن صدمة الخسارة الغير متوقعة التي أفرزتها النتائج الأخيرة قد تكون مقدمة للإعتزال السياسي لهؤلاء والعودة لصفوف الشعب،خاصة وأن الكثير منهم لم يتحصل سوى على عدد من الأصوات تعد على أصابع اليد لم تحفظ لهم حتى ماء الوجه جراء القطيعة التي حدثت بينهم وبين الشارع طيلة خمسة سنوات الفارطة ولم تكن عودتهم في سباق الإستحقاق الفارط إلا الإعتمادا على "الشكارة"التي جمعت من مكاسب وغنائم المقعد البرلماني. وكشف هؤلاء المتتبعون أن العديد من ممثلي المواطنين بوهران في البرلمان السادس والذي إنتهت عهدته رسميا بتنصيب النواب الجدد السبت الفارط لم يكلفوا أنفسهم حتى إنجاز طعون تتوافق والمقاييس القانونية لتقديمها للمجلس الدستوري وفق الإجراءات النظامية المنصوص عليها في هذه الحالات، وتم رفض كافة الطعون الخاصة بالدائرة الإنتخابية لوهران شكلا ومضمونا، لتبقى النتائج المعلن عنها من طرف وزير الداخلية والجماعات المحلية في اليوم الموالي للإقتراع نفسها خلافا للولايات الأخرى التي عرفت الكثير من التعديلات وأعادت جزءا من الأصوات لمستحقيها، وكان هؤلاء النواب وعددهم سبعة قد ترأسوا قوائم تشكيلاتهم السياسية للمرة الثانية بعد 2007 وخاضوا سباقا ساخنا من خلال الإنفاق اللاّمحدود خلال الحملة الإنتخابية من أجل ضمان تمديد حصانتهم البرلمانية . وتسود الساحة السياسية بوهران فترة جمود غير مسبوقة فسرها الملاحظون بالصدمة التي تعرض لها أغلبية الطامحين في البقاء بقبة زيغود يوسف أوالسياسيين الجدد والذين أفرزتهم الخريطة السياسية منذ مارس الفارط بتشكيلات مختلفة، ولم تكن سوى أحزاب معدودة قد تقبلت الواقع وباشرت نشاطاتها العادية على غرار الحزب الوطني الجزائري الذي عقد مجلسه الوطني أمس الأول في وقت يشهد صراعا مريرا بين جناحين قد تعصف بهذه التشكيلة الفتية، وينتظر أن يعقد الآفافاس مجلسه الولائي في الفاتح جوان القادم لتقييم حصيلته الهزيلة بوهران، فيما لايزال حزبي الآفالان والآرندي يتلذذان النصر الكاسح والذي قد لايطول ببروز أصوات معارضة في الحزب العتيد تمثل الأجنحة المتصارعة، وصمت التكتل الأخضر نهائيا بوهران بعد ضجيج حملته من أناشيد وشعارات لم تكفل له ولامقعدا، وهو نفس حال الآفانال الذي لم يتكتل لا يمينا ولا يسارا وحافظ على مداومته مفتوحة لتناول الشاي وسط حركة تصحيحية للإطاحة بالأمين الولائي .