وتجمع مئات المتظاهرين في هدوء صباح امس الاحد في ميدان التحرير حيث قضوا ليلتهم اثر تظاهرة شارك فيها اكثر من 20 الف شخص السبت.وقال عبد القادر وهو متظاهر شاب "نعتزم ان نبقى اليوم وربما غدا, نتوقع اعدادا اكبر من الناس عصرا" عندما تنخفض درجة الحرارة.واكد فوده عصام "كثير من الناس تولد لديهم احساس لدى سماعهم الحكم اننا عدنا الى النظام القديم".واقام المتظاهرون نموذجا مصغرا لمقبرة تحية ل"شهداء الثورة" الذين يعتقدون ان القضاء لم يقتص لهم.وعلقت في الميدان لافتة كبيرة كتب عليها "شهداؤنا يستحلفوننا عدم الرضوخ للمؤامرة" التي تستهدف الثورة، واخرى كتب عليها "وحياة دمك يا شهيد، ثورة تاني من جديد". وقرر النائب العام المصري عبد المجيد محمود الاحد الطعن امام محكمة النقض على الحكم الصادر السبت من محكمة جنايات القاهرة في قضية الرئيس السابق حسني مبارك.وقال بيان صادر عن مكتب النائب العام "بدء اجراءات الطعن بالنقض" على الحكم.كما قرر النائب العام "تمديد قرار المنع من السفر" الصادر في فيفري الماضي بحق مساعدي وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي الستة الذين قضت محكمة الجنايات السبت ببراءتهم.ولم يوضح البيان ما اذا كانت النيابة العامة ستطعن على الاحكام الصادرة بحق كل المتهمين ام على بعضها فقط.وفي محاولة لامتصاص الغضب الشعبي، اعلن رئيس هيئة القضاء العسكري اللواء عادل المرسي ان التحقيقات لاتزال مستمرة في الاتهامات الموجهة لمبارك بتلقي عمولات من صفقات سلاح. وقال انه "تم تكليف مكاتب وزارة الخارجية والامن القومي بعمل تحريات حول اتهام" مبارك "بالحصول على عمولات من صفقات السلاح التي أبرمتها مصر مع عدد من الدول بصفته رئيس الدولة والقائد الأعلي للقوات المسلحة حينها". كما اعلن مساعد وزير العدل المسؤول عن جهاز الكسب غير المشروع عاصم الجوهري ان "الجهاز ينتظر أن يتسلم الأسبوع القادم تقارير مصلحة خبراء وزارة العدل المتعلقة بتحديد قيمة الكسب غير المشروع الذي حققه كل من الرئيس السابق حسني مبارك وزوجته سوزان ثابت ونجليه جمال وعلاء، وذلك تمهيدا لإحالتهم لمحكمة الجنايات بتهمة الكسب غير المشروع".وقضت محكمة جنايات القاهرة السبت على مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي بالسجن المؤبد ولكنها برأت ستة من كبار معاوني العادلي الذين يتهمهم المتظاهرون بالمسؤولية عن قتل اكثر من 850 شخصا اثناء الانتفاضة على الرئيس السابق.وبرأت المحكمة نجلا مبارك علاء وجمال استنادا الى ان التهمة الموجهة اليهما وهي استغلال نفوذ والدهما للتربح سقطت بالتقادم، الا انهما يظلان في السجن محبوسين احتياطيا على ذمة التحقيقات في قضية اخرى يواجها فيها اتهامات بالتلاعب في البورصة. غير ان تبرئة مساعدي العادلي الستة هي التي اثارت الغضب الشديد اذ رأي فيها كثير من المصريين رسالة موجهة الى نظام امني ممقوت ومتهم بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الانسان مفادها ان القمع سيظل بلا عقاب.وكتبت صحيفة الشروق المستقلة في عنوانها الرئيسي "المؤبد لمبارك والبراءة لنظامه".اما صحيفة التحرير فقالت "المؤبد لفرعون وهامان (وزيره) والبراءة لجنودهما".وقالت صحيفة الاهرام في صدر صفحتها الاولى "الغضب يجتاح مصر لعدم القصاص للشهداء" واضافت "شباب الثورة يعود للتحرير ويكرر " الشعب يريد اسقاط النظام".وكتبت صحيفة الوطن المستقلة "ثورة جديدة".وليل السبت الى الاحد، تعرض مقران لحملة احمد شفيق في الفيوم (100 كيلومتر جنوبالقاهرة) والغردقة (على البحر الاحمر) لهجوم من قبل مجهولين بحسب اجهزة الامن. ووصف مرشح جماعة الاخوان للرئاسة محمد مرسي الحكم في قضية مبارك بانه "هزلي" فيما دعت الجماعة الى تظاهرات احتجاجية.وشهدت كذلك مدن عدة من بينها الاسكندرية والسويس والاسماعيلية وبورسعيد (شمال) والمنصورة (دلتا النيل) تظاهرات احتجاجية السبت.ومبارك هو الرئيس الوحيد ممن اسقطهم الربيع العربي الذي تتم محاكمته ويحبس في بلده.وقال احد اعضاء فريق الدفاع عن مبارك السبت انه سيطعن على الحكم امام محكمة النقض.وشن شفيق الاحد هجوما شديدا على جماعة الاخوان المسلمين. واتهم شفيق، الذي كان اخر رئيس وزراء في عهد حسني مبارك ووزيرا للطيران لمدة عشر سنوات قبل اسقاط الرئيس السابق ، الاخوان المسلمين بانهم يمثلون "الظلام والرجوع الى الخلف".ودعا الناخبين المصريين في مؤتمر صحفي الى التصويت له في جولة الاعادة قائلا "الاخوان يمثلون الدولة الطائفية الاخوانية انا امثل التقدم للامام وهم الرجوع للخلف انا امثل الشفافية وهم يمثلون الظلام، انا امثل المصلحة الوطنية وهم يمثلون الانتقام". وأضاف "هم يمثلون فئه مغلقه علي نفسها لا تقبل أحد من خارجها وأنا أمثل المصالحه الوطنيه، أنا أمثل الحوار والتسامح .. ويمثل الاخوان الاقصاء والإبعاد".واعتبر شفيق ان جماعة الاخوان المسلمين، التي دعت السبت الى التظاهر احتجاجا على الحكم في قضية مبارك، تستغل ذلك لاغراض انتخابية. وقال شفيق "انني احترم حكم القضاء وملتزم من الآن وصاعدا بحكم القانون ولا داعي لاستغلال هذه القضيه لأغراض انتخابيه".ووجه حديثه الى جماعة الاخوان قائلا :"القضاء الذي تهاجمونه الآن هو الذي أشرف علي انتخابات مجلس الشعب وهو الذي يشرف الآن علي الانتخابات الرئاسيه"، في اشارة الى فوز جماعة الاخوان بالاكثرية في الانتخابات التشريعية وصعود مرشحها الى الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة.