استأنف تلاميذ المدارس في الأطوار التعليمية الثلاثة، أمس الأحد الدراسة عبر كامل التراب الوطني بعد قضائهم للعطلة الشتوية "الأولى" حيث ارتأت وزارة التربية الوطنية بالمناسبة وحرصا منها على القيام بدورها الوقائي تجاه تفشي فيروس أنفلونزا الخنازير إلى تخصيص أول درس حول الموضوع. وفي هذا الإطار ألقى المعلمون والأساتذة عبر كل الأطوار التعليمية دروسا تتعلق بهذا المرض ومدى خطورته على الصحة العمومية من ذلك ضرورة تقيد كافة التلاميذ بالإرشادات والتعليمات الوقائية الخاصة بالنظافة سيما ما تعلق منها بنظافة اليدين. كما تمت طمأنة التلاميذ وأوليائهم بالمناسبة بأن الجهات المعنية قد اتخذت كل الإجراءات الوقائية اللازمة لاحتواء أي حالة جديدة لوباء أنفلونزا الخنازير بالمؤسسات التربوية بالتنسيق مع المصالح الصحية. ويصر وزير القطاع في كل مرة على إعطاء "تعليمات صارمة" لمسؤولي المؤسسات التعليمية والإطارات الطبية التابعة لوحدات الكشف والمتابعة بمضاعفة الجهود ومراقبة الوضعية عن كثب للتمكن من الكشف المبكر عن أي حالة تظهر في أوساط التلاميذ لاحتوائها ومعالجتها بسرعة. وبخصوص برنامج تلقيح التلاميذ فقد أكد السيد بن بوزيد مؤخرا بأنه يتم بالتنسيق مع وزارة الصحة وبأن القطاع "ينتظر دوره" ضمن البرنامج الوطني للتلقيح ضد فيروس "أ/أش1أن1" مشيرا إلى أن الأولياء "مدعوون إلى تلقيح أبنائهم لكنهم غير مجبرين لذلك". وما يميز من جهة أخرى بداية الفصل الثاني من السنة الدراسية 2009-2010 هو حرص وزارة التربية الوطنية ضمن مخطط وطني على استدراك الدروس المتأخرة جراء الإضراب الأخير الذي مس القطاع خاصة بالنسبة لتلاميذ الأقسام النهائية. وفي هذا السياق فان كل الامتحانات المبرمجة لفائدة تلاميذ الأقسام النهائية خلال الأيام الأربعة الأولى من العطلة الشتوية "قد أجريت في ظروف جيدة" حسب المسؤول الأول عن القطاع الذي شدد مؤخرا على حرص وزارته على تقديم دروس استدراكية "متوازنة وعادية و بعيدة عن كل تسرع وحشو قصد تمكين التلاميذ من الفهم الجيد والاستيعاب السليم للدروس المقدمة". وفضلا عن ذلك ستخصص "عطلة الشتاء والربيع القصيرتين" المبرمجتين يومي 14 و 15 فيفري 2010 و 2 و 3 ماي 2010 أيضا لاستدراك الدروس الضائعة بالنسبة لكل التلاميذ المعنيين بالتأخر. وفي هذا الشأن فإن الاتفاق المبرم بين الوزارة و جميع الشركاء الاجتماعيين يقضي بالأخذ في الحسبان الوقت الذي تم ربحه لتلقين الدروس أي ما يعادل الأسبوع تقريبا نتيجة تأجيل الاختبارات التي كانت مبرمجة في الفترة الممتدة من 29 نوفمبر إلى 3 ديسمبر 2009 على استدراك ما تبقى من الحصص الضائعة إلى غاية 25 ماي 2010 تاريخ نهاية الدراسة بالنسبة للأقسام النهائية. أما بالنسبة للسنوات الأخرى التي مسها الإضراب (ما عدا الأقسام النهائية) فإن كيفيات الاستدراك ستخضع إلى نفس المبادئ المطبقة على الأقسام النهائية مع إمكانية اللجوء كلما استدعت الضرورة لذلك إلى يوم السبت لاستدراك الدروس الضائعة بعد التشاور مع ممثلي أولياء التلاميذ و مندوبي التلاميذ و الأساتذة و رؤساء المؤسسات. وتجدر الإشارة إلى أن اللجنة الوطنية المكلفة بمتابعة مدى تطبيق البرامج تتابع مدى التقدم في تطبيق البرامج على أن تكون الدروس الممنوحة إلى غاية 25 ماي 2010 التاريخ الذي تختتم فيه الدراسة المرجع لإعداد مواضيع امتحان شهادة البكالوريا التي لن تخرج عن مضامين الدروس الملقنة فعلا للتلاميذ" حسب تطمينات القائمين على القطاع.