لا يختلف شهر رمضان بالنسبة لبعض المنحرفين في الجزائر عن سائر أشهر السنة ، بحيث لم يستطيعوا أن يهذبوا ويروّدوا أنفسهم ويكفونها عن ارتكاب مختلف الجرائم، فهوشهر للرحمة والتوبة والمغفرة، وفيه يلتفت المرء لربه فيستدرك ما فاته في سنة خلت، فيترك المعاصي ويتوجه للمساجد من أجل تلاوة القرآن ، غير أن هذا ليس هوحال الجميع، بحيث أصبح هذا الشهر فرصة لذوي الإيمان الضعيف ممّن استهدفوا المواطنين وأباحوا ممتلكاتهم، ومنهم من تعرض لسرقة أمواله في الأسواق والبنوك وفي الطرقات . حيث شهدت الجزائر على غرار أشهر رمضان في السنوات الماضية تناميا ملحوظا لمعدل الجريمة في الشهر الفضيل بمختلف أنواعها ، تتصدرها جرائم السرقة والاعتداءات بالسيوف والخناجر والحجارة ، والاعتداء اللفظي إلى جانب جرم إنتهاك حرمة رمضان من خلال الأكل والشرب العلني ، حيث سجلت أجهزة الأمن الجزائرية خلال الأسبوع الثاني من شهر رمضان، 15 ألف جريمة من كل الأنواع، فيما أوقف 117 شخصاً بتهمة انتهاك حرمة الصيام علناً معظمهم تم إلقاء القبض عليهم في الشواطئ الصخرية ، فيما سجلت أجهزة الشرطة القضائية التابعة للأمن الوطني منذ بداية الشهر ما يزيد على 7 آلاف جريمة بمختلف أنواعها، حيث احتلت جرائم الاعتداءات بالسيوف والخناجر وكذا الاعتداء عن طريق استعمال فيما تم توقيف العديد من الشباب المدمنين على التدخين والتبغ والمخدرات بما فيها الأقراص المهلوسة . شباب يحاكمون لاستهلاكهم المخدرات علنا في الشهر الفضيل تناولت مختلف المحاكم الجزائرية قضايا تتعلق باستهلاك المخدرات في وضح النهار وعلنا في شهر رمضان وتم القبض على أغلبهم في الشواطيء الصخرية التي اتخذوها ملاذا للسباحة والأكل والشرب واستهلاك المخدرات دون خوف من الله ودون أي تقدير لمشاعر الصائمين الذين ترتعش نفوسهم وأبدانهم خشية وخوفا من مشاهدة هذه المناظر حيث تناولت محكمة بئر مراد رايس قضية شابين في العقد الثاني من عمرهما تم القبض عليهما في إحدى الأماكن المعزولة ببن عكنون وهما متلبسين بجرم استهلاك السجائر الملفوفة وبمجرد رؤيتهما للشرطة حاولا الفرار غير أنهما وقعا رهن الإعتقال وبتقديمهما لوكيل الجمهورية وجه لهما تهمة انتهاك حرمة رمضان علنا وخلال استجوابهما أبديا خجلهما من ملامات القاضي الذي استغرب جرمهما واعتبره من الجرائم المؤذية للنفوس ولم ينكرا تهمتهما حيث التمست لهما ممثلة الحق العام عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا كما تمكنت أجهزة الأمن خلال مداهماتها نهاية الأسبوع الماضي من توقيف 6 أشخاص بشاطئ باب الوادي بالعاصمة الجزائرية من مختلف الأعمار، حيث كان بحوزتهم أطعمة مختلفة من مخدرات وسجائر وأقراص مهلوسة، وخلال عملية الاستجواب تذرع هؤلاء بأنهم لا يستطيعون الصوم وغير معتادين عليه، وليس بإمكانهم الاستغناء عن السيجارة المحشوة بأنواع المخدرات فيما تمكنت أجهزة الشرطة القضائية أثناء دورياتها من توقيف أزواج في غابات انزووا عن الأنظار ويقول بعض علماء الاجتماع، أنه كلما زادت رفاهية المجتمعات كلما زادت مستويات وحدة وأشكال الجرائم فيها، كون الرفاهية عامل من عوامل خلق الهواة بين الطبقات الاجتماعية مما يولد احتكاكا اجتماعيا عنيفا يُترجم في شكل ظواهر تضرب القيم الأخلاقية والاجتماعية في الصميمأما بعض المواطنين الذين تابعوا أطوار هذه القضايا في المحاكم وكانت لنا معهم كلمة فاستغربوا انتشار هذه الظاهرة الخطيرة مؤخرا في أوساط الشباب واعتبروها خطرا على المجتمع برمته لأنه من شأن هؤلاء المنحرفين أن يكونوا قدوة لجيل كامل من الشباب المراهق الذي يشاهدهم علنا وهويأكلون ويشربون ويستهلكون المخدرات على مرأى الجميع. سرقة في وضح النهار واعتداءات بالسيوف والخناجر ومن أكثر الجرائم المنتشرة في هذا الشهر هي السرقة بحيث يتخذ هؤلاء المهووسون من الأسواق مكانا لهم لمراقبة المواطنين الذين تزداد حركيتهم في شهر رمضان ويحملون معهم مبالغ مالية معتبرة من اجل الشراء والتبّضع وهؤلاء يعدون صيدا ثمينا للصوص كما تعرض عدد كبير من المواطنين للسرقة خلال سحبهم لأموالهم من آلة السحب الإلكترونية، ومن أكثر المستهدفين هن الفتيات حيث كن ضحايا في اغلب القضايا التي عرضتها المحاكم ومن بين هذه القضايا تعرض 3 فتيات في الشراقة للسرقة في 3 أيام متتاليات من طرف شابين طالت هواتفهم النقالة ، كما تعرضت شرطية لمحاولة الحرق من طرف ميكانيكي صب عليها البنزين، وتتم هذه السرقات في النهار وتزداد حدتها في الليل ، حيث يغتنم اللصوص خروج العائلات لقضاء السهرات ويستهدفونهم، كما ارتفعت عمليات المشاجرة بين الشباب في الأحياء وقد أسفرت التحريات التي باشرتها المصالح المعنية مع الموقوفين أن غالب الشجارات تحدث بسبب رغبة كل حي في فرض منطقه وزعامته على المنطقة، إذ تبدأ بشجارات بسيطة ثم تتوسع إلى باقي أفراد كل حي، يقودها بعض من المسبوقين قضائيا، وتحدث حسب ذات المعطيات تحت تأثير المهلوسات والمخدرات والمؤثرات العقلية . تدبيرات أمنية مشددة في العشر الأواخر لحماية المواطنين دعمت مصالح أمن ولاية الجزائر مخططها الأمني على مستوى الأحياء الكبرى، في العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم، تزامنا وخروج المواطنين لاقتناء لوازم العيد، حيث دعا عميد أول للشرطة نور الدين براشدي في لقاء إعلامي نشطه على مستوى أمن ولاية الجزائر، المواطنين إلى مساعدة رجال الشرطة في انجاز مهامهم والقضاء على الجرائم البسيطة ودحر أوكارها بمختلف مناطق العاصمة، من خلال التبليغ سواء بالتقدم إلى أقرب مركز أمني، أوبالاتصال على الرقم الأخضر 17 أوالرقم المجاني 1548، وذلك قصد تمكين مصالح الأمن من الاحتلال الفعلي للمناطق التي تشهد اعتداءات، ولفت المتحدث إلى أن مصالحه تتحكم وبشكل جيد في الجريمة المنظمة، وتسعى حاليا للحد من الجريمة البسيطة، وفيما يخص المخطط الأمني بالعاصمة تم تجنيد 5 آلاف شرطي لتأمين شهر رمضان المعظم، وتنفيذ المخطط الأزرق، سيتم دعمها بدوريات متنقلة وأخرى راجلة، خصوصا على مستوى الأحياء الكبرى التي تعرف ارتفاعا في مستوى الجريمة، للحد منها، حسب خريطة الإجرام، على أن تؤدي واجبها من الساعة الحادية عشرة صباحا إلى غاية الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. سارة ب