بعد تقربنا من ساكنة دواوير بلدية منصورة (أولاد أحمد، الغوابة و أولاد الغالي) سجلنا انطباع ساكنة الدواوير الذي تمحور حول معاناتهم من العديد من النقائص والمتمثلة أساسا في انعدام أدنى ضروريات العيش الكريم، ليتصدر مشكل المياه الصالحة للشرب القائمة وتليه الطرقات المتدهورة إضافة إلى الكهرباء والإنارة العمومية. مشكل تدهور الطريق البلدي الرئيسي في حالة كارثية، خاصة في فصل الشتاء أين يتعذر في الكثير من الأحيان على التلاميذ الالتحاق بمقاعدهم الدراسية ويتحول الطريق إلى مستنقع للمياه القذرة، كما لا يسلم هؤلاء من وضعيته في فصل الصيف عندما يتناثر الغبار بمجرد مرور السيارات. ومن جهة أخرى فإن جميع المستفيدين من السكنات الريفية للمنطقة يشتكون من عدم ربطهم بشبكة الكهرباء، ما يجعل أغلبهم يستعينون بضوء الشموع، على طريقة القرون الماضية. لا تزال جملة النقائص متواصلة بالدواويرر المذكورة، حيث طالب هؤلاء بحقهم في الاستفادة من المشاريع التنموية من أجل رفع الغبن عنهم جراء حالة التهميش التي يعانون منها في غياب أبسط مقومات وشروط العيش الكريم، حيث تفتقد هذه المناطق لعدة ضروريات، أو بالأحرى لأبسط مرافق الحياة العصرية، ولعل أهم مشكل يضاف إلى القائمة هو غياب المياه الصالحة للشرب، خاصة في فصل الصيف، حيث لا تزور المياه حنفياتهم لفترة طويلة، تتجاوز في غالب الأحيان خمسة عشر يوما، ما يضطر السكان للبحث عن قطرة الماء بشكل مستمر من المعاناة. وفي هذا السياق تدخل رئيس البلدية الذي أرجع سبب نقص المياه إلى كثرة الدواوير والكثافة السكانية المعتبرة التي يشملها كل دوار. أما المشكلة التي أخذت حيزا أكبر من الاهتمام والتساؤل لدى هؤلاء، هي التأخر الملحوظ في إنجاز السكنات الريفية، حيث تأخذ هذه المشكلة منحى تصاعديا في غياب أي رادع من قبل المسؤولين، إضافة إلى عدم مراقبة المقاولين والمكلفين بإنجاز هذه المشاريع السكنية الهامة. من جهة أخرى تبقى آمال سكان الدوار كبير في أن تتوسع شبكة الغاز الطبيعي لتشمل منطقتهم، وذلك للتخلص من معاناة اسمها قارورات غاز البوتان التي تكلف السكان مصاريف إضافية للتنقل إلى أماكن بعيدة بالبلدية، فضلا عن رحلة البحث عنها والتي أضحت هاجسا حقيقيا يؤرق حياتهم نظرا للحاجة الماسة إلى هذه المادة الحيوية. واعتبر سكان الدواوير، ممن تحدثنا إليهم أن التخلص من هذه القارورات سيرفع الغبن عنهم بشكل كبير، إذا ما قورن خاصة مع معاناتهم اليومية. ويناشد المعنيون في ذات الإطار السلطات المعنية ضرورة التعجيل في ربط حيهم بالغاز الطبيعي وإنهاء معاناتهم مع قارورات غاز البوتان. ومن أكثر المطالب إلحاحا على مستوى المنطقة فتح مكتب البريد و مركز صحي لتفادي التنقل إلى البلديات الأخرى المجاورة. و الإشكال الذي بات يطرح نفسه هو أن بلدية منصورة تحتوي على ثمانية دواوير، خمسة منها تتوفر على جل ضروريات الحياة فيما تبقى ثلاثة دواوير المتمثلة في (أولاد أحمد، الغوابة و أولاد الغالي) خارج مجال التنمية. محمد.تشواكة