انتقد أبو عبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية والأوقاف أمس، التصريحات الصادرة عن فاروق قسنطيني رئيس اللجنة الاستشارية الوطنية حول قرار الجزائر الموافقة على مبدأ إلغاء حكم الإعدام، وأبدى نقمته على إضراب الأساتذة الذي يهدد مستقبل المتمدرسين، متحدثا بوصفه أبا يرفض استخدام أبنائه كرهينة من قبل مجموعة من الأشخاص لتحقيق مصالح ذاتية في إشارة إلى النقابات المضربة عن العمل. وأوضح غلام الله في تصريح صحفي على هامش افتتاح الأسبوع ال11 للقرآن الكريم بدار الإمام بالعاصمة أنه يؤيد الإبقاء على حكم الإعدام في التشريع الجزائري كأداة ردع، مستدلا أن بعض دول الديمقراطيات الحديثة كالولايات المتحدة لازالت تعمل به. وسجل وزير الشؤون الدينية أن الجزائر لم تعد تنفذ أحكام الإعدام منذ سنة ,1993 وتساءل معلقا على إعلان رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان بخصوص انضمام الجزائر إلى قائمة الدول المؤيدة لإلغاء حكم الإعدام إن لم يكن الغرض من الحديث عنه هو طمع في الحصول على باقة ورود عند زيارة سويسرا أو السويد. ورغم انتقاده لموقف قسنطيني المؤيد لإلغاء عقوبة الإعدام من التشريع الجزائر أخد وزير الشؤون الدينية موقفا وسطا بين دعاة الإلغاء ودعاة الإبقاء تطبيقا لأحكام الشريعة الإسلامية قائلا: ''لا نطبقه ولكن لا نلغيه ولنبق عليه ربما نحتاجه''. وكان فاروق قسنطيني أعلن الأسبوع الماضي عن موافقة الجزائر بصفة رسمية أن الحكومة الجزائرية قررت الموافقة على الاندماج في اللجنة الدولية من أجل إلغاء ووقف تنفيذ عقوبة الإعدام في العالم ضمن مجموعة العمل المساندة لها ''. وعلى صعيد آخر هاجم وزير الشؤون الدينية استمرار الحركة الاحتجاجية لعمال التربية بصفته ''أبا'' له أطفال متمدرسون واتهم النقابات المضربة بالسعي لخدمة مصالح ذاتية واستعمال الأطفال رهائن، وقال أنا كأب لست راضيا على هذه الحركة الاحتجاجية لأنه لولا ابني وابنك لما فتحت هذه المدارس والفضل في وجود مدرسة يعود للتلاميذ وليس للأستاذ. وأوضح أن الاحتجاجات لا تفرض على الآخرين، مشددا على أنه من غير المقبول التفريط في مصلحة 8 ملايين تلميذ من أجل 400 ألف أستاذ ومعلم. ورفض الوزير التعليق على الجدل القائم في فرنسا حول توظيف النقاب والعلم الجزائري في الحملة الانتخابية التي يقودها حزب الجبهة الوطنية الفرنسي ذي التوجه العنصري، مشيرا إلى أن الأولية إصلاح بيوتنا قبل إصلاح بيوت الآخرين وعلينا أن نحترم وطننا في بلدنا منتقدا في السياق ذاته تقرير أعده أحد المراكز وزعم فيه تعرض 38 بالمئة من تلاميذ المدارس القرآنية عرضة لاعتداءات جنسية واصفا هذا التقرير بأنه أكبر اعتداء. وبخصوص دور المسجد في الساحة ومنها مكافحة الفساد كرر الوزير الموقف الرسمي بضرورة الثقة في إطارات البلاد وعدم التعميم في اتهام المسؤولين بهذا الخصوص وأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته. وعن اختيار الوطنية والمواطنة في الإسلام كموضوع مرافق للمسابقة الوطنية للقرآن الكريم، أوضح وزير الشؤون الدينية أنها تندرج ضمن مبادرة تقودها الوزارة منذ سنة حول غرس قيم المواطنة وأضاف أننا نريد أن نخرج بفكرة معمقة عن المواطن وحقوقه والمواطن وفق تصوره يتميز بمدى خدمته للوطن وتوظيف قدراته لأجل ذلك. وفي السياق ذاته قال عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية أن كثير من الناس يقول إن المواطنة مرتبطة بالمجتمع المدني لكن عندما نعود إلى الوثائق في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم نكتشف أن الدولة مدنية في الإسلام مؤكدا أن محور الملتقى يهدف لنزع المغالطات وزرع التسامح بين أبناء الوطن الواحد.