حليلوزتيش... الرجل الذي كان ينقص المنتخب وقراراته الجريئة دليل ذلك لهذه الأسباب لا أحمل الصحافة الجزائرية في قلبي رئيس القبة لمالي أراد تشويه سمعتي بعد قرار حبسه، لكن الله دوما فوق الجميع أكره الأضواء وأحب أن أبقى دوما "جابد روحي" أنا أصغر لاعب محلي يحترف في أوربا بتواضع كبير وصراحة أكبر يفتح اللاعب الدولي السابق، لخضر عجالي، قلبه ليتحدث عن أمور كتمها ولم يبدها طيلة سنوات، ويعتبرها هو نقطة سوداء في مسيرته المشرفة مع الأندية التي لعب لها في الجزائر وخارجها ومع المنتخب الوطني، الذي يرى بأن التعاقد مع مدربه حليلوزيتش كان قرارا صائبا، كما يوصي ابن المقرية، بضرورة اعتماد مراكز تكوين لتحسين مستوى الكرة في بلادنا... حاوره: رياض بن مهدي الكثير من شباب الجزائر ربما لا يعرفونك، فهل يمكن أن تقدم نفسك للقراء؟ بكل فرح وسرور طبعا... أنا ابن بلدية المقرية –حسين داي- بالعاصمة، ولدت بها سنة 1972 ، ولعبت لها في بداياتي. أما عن أحوالي الشخصية فأنا اليوم متزوج بامرأة جزائرية وأب لثلاثة أولاد (حياة، عبد الحكيم، وإيناس ملاك)، والحمد لله فقد وفقني الله في حياتي وانا مقتنع بما حققته وما أحققه اليوم. بعيدا عن أحوالك الشخصية، كيف بدأت حكايتك مع كرة القدم؟ الحكاية هاته يا أخي بدأت من نصر حسين في صنف الأصاغر، ثم في فريق المقرية لنفس الصنف، حيث لعبت هناك لموسمين كاملين، لأجد نفسي مرة أخرى في "النهد" ولكن في فئة الأشبال، وبعدها تدرجت في باقي الأصناف وتدربت تحت إشراف مدربين تشرفت بالعمل معهم، وهكذا وجدت نفسي في أكابر النصرية موسم 88. قبل وصولك إلى أكابر النصرية، هل تلقيت دعوة من المنتخب الوطني في الأصناف الصغرى؟ أجل تلقيت دعوة ولعبت في منتخب الأواسط، موسم 87، حيث كان يشرف على هذا المنتخب آنذاك المدرب مختار كالام، الذي وضع ثقته في واستدعاني للقائمة التي كانت تحضر للمشاركة في كأس إفريقيا، غير أن هذا المنتخب توقف عن التحضيرات، بسبب عدم المشاركة، نظرا للظروف السياسية آنذاك والمتمثلة في حرب الخليج، غير أن مسيرتي مع المنتخب تواصلت بعد ذلك. مع المنتخب الأولمبي؟ نعم مع المنتخب الأولمبي، وكنت ضمن اللاعبين الذي توجوا بالميدالية الفضية في ألعاب البحر المتوسط في فرنسا عام 1993 ، وكان يشرف على المجموعة آنذاك المدرب، مصطفي أكسوح، بينما كنت في التاسعة عشر من عمري لما حملت لقب "لاعب دولي". كما أنني كنت لاعبا في المنتخب الوطني العسكري. وهل تذكر أول مباراة لك في صنف الأكابر؟ وكيف لي أن أنساها؟ أول مباراة لي كانت مع نصر حسين داي لما واجهت شباب باتنة بملعب 20 أوت ببلكور، حيث كنت أصغر لاعب في المواجهة، وكان يدرب النصرية وقتها المدرب حميد بوجنون، الذي رأى أنه يمكنه الاعتماد علي مع الأكابر. وبقيت في النصرية ... نعم، بقيت وفيا لألوان هذا الفريق الذي لن أنسى فضله علي، حتى جاءني عرض من نادي أميان الفرنسي، الذي كان ينشط في بطولة الدرجة الثانية بفرنسا، حيث اشترى الفرنسيون عقدي مع النصرية بصفة نهائية، وأمضيت لعقد جديد معهم لموسمين وأنا لم أبلغ يومها سن الواحد وعشرين سنة عام 1994 ، ثم أمضيت على عقد آخر بموسمين أيضا مع نفس الفريق، وهو ما عاد بالفائدة على مردودي، حيث كنت أحسن هداف لفريقي، قبل أن أتنقل لفريق آخر، هو مارتيغ، في الدرجة الثانية أيضا، لتعويض انتقال الجزائري الآخر بلماضي إلى مرسليا، وكان ذلك موسم 97، الذي أكملته هدافا في مارتيغ، قبل أن أتحول إلى البطولة السويسرية، وتحديدا مع نادي سيون لعام واحد، ثم رجعت إلى الدرجة الثانية الفرنسية، ومنها إلى نادي أميان الذي كان أول فريق ألعب له خارج حسين داي بل خارج الجزائر، حتى موسم ألفين وواحد، وهو الموسم الذي وصلت فيه مع فريقي إلى نهائي كأس فرنسا، الذي خسرناه على يد الخصم ستراسبورغ، وكان الحارس المشهور البراغواياني شيلافارت، يحرص مرمى هذا الأخير. ثم رجعت إلى البطولة الوطنية من بوابة رائد القبة... هذا ما حدث بالفعل، كان ذلك موسم 2003 ، وحضرت مع هذا الفريق لخوض غمار البطولة، غير أن مشاكل عويصة حالت دون أن أواصل المشوار مع الرائد. ماهي هاته المشاكل؟ لا داعي للعودة إلى ماحدث... (يتأثر كثيرا وتتغير نبرة صوته ثم يواصل حديثه)... رئيس القبة آنذاك، لمالي كان وراء كل ماحدث، حيث لفقوا لي تهمة تعاطي المنشطات من أجل تكسير مسيرتي وتشويه سمعه لدى الرأي العام الرياضي. ولماذا أقدم لمالي على ذلك؟ ببساطة لأنه سلمني صكا دون رصيد، فرفعت شكوى ضده لدى العدالة، التي أصدر قرار حبسه لستة أشهر بسبب ما فعله، غير أنه استانف الحكم بعد صدور قرار المحكمة ونجى من السجن. إذن لمالي أراد الثأر منك بعد شكواك للعدالة بخصوص الصك؟ نعم هذا مع حدث بالضبط، أراد تشويه سمعتي، لأنني رجل يعرف حقوقه ويدافع عنها، كما أنني متعلم وهم يكرهون التعامل مع أناس مثلي، ولكن الحمد لله فالله وفقني وأعدت الاعتبار لنفسي، ولكن يحز في النفس أن ترى صحافة بلدك تكيل بمكيالين وتخفي الحقيقة عن أعين الناس والقراء... ماذا حدث مع الصحافة؟ الذي حدث أن الصحافة يومها لم تكن احترافية وكالت بمكيالين، وهو ما جعلني لا أحملها في قلبي، ورفضت في العديد من المرات الحديث للكثير من الصحفيين الجزائريين يأتون إلى فرنسا للحديث معي... فعلى سبيل المثال لما حكمت المحكمة بحبس رئيس القبة لمالي، تفاجأت بالعناوين الصادرة في اليوم الموالي، تقول بأن لمالي سيرفع دعوى قضائية ضد عجالي، بينما كان يفترض أن تركز على الخبر وبأن المحكمة حكمت بستة أشهر حبس في حق لمالي... هذا أثر في نفسيتي كثيرا، وأحسست بأن حتى الصحافة تتواطؤ مع المذنبين... (يتأثر كثيرا)... الحمد لله فالله فوق الجميع، ومنذ ذلك وقت قررت "نجبد روحي" وأتجنب الأضواء والشهرة، ولكن الله فوق الجميع وكل واحذ يأخذ ما كتبه له الله فقط. هل هذا الأمر هو ما جعلك تعجل بالعودة إلى فرنسا؟ تماما أخي، رجعت للعمل مع فريقي السابق أميان، ولكن هاته المرة كانت لي مهمة أخرى، حيث وضع مسؤولوه ثقتهم في كفاءاتي وعينوني مندوبا لفريقهم في بلدان شمال إفريقيا، مهمتي معاينة العصافير النادرة، بغية التعاقد معها وضمها للفريق، وكان ذلك في الفترة مابين (2007 _2009 )، حيث رجعت إلى فرنسا في ألفين وتسعة. ماذا كان دورك هاته المرة هناك؟ رجعت إلى فرنسا من أجل إكمال بعض الدراسات، حيث كنت منتصف التسعينيات قد شرعت في التحضير للحصول على شهادات ودراسات في التدريب، لذا وجدت الوقت مناسبا لإكمال دراساتي الجامعية، كما تلقيت دروسا وتكوينا في الاتحادية الفرنسية لكرة القدم، كلّلت بحصولي على شهادة (UEFA- A DEF). وماذا تعمل مع فريق أميان ؟ حاليا أعمل في مركز تكوين أميان، وأزاول دراستي الجامعية بجامعة ليل، وأشرف على الفريق الاحتياطي للفريق الأول، ثم لا تنسوا أنني متحصل على شهادات عديدة في التدريب، فمثلا بحوزتي ديبلوم في التحضير التقني والذهني للرياضيين، وديبلوم في تحليل المباريات بتقنية الفيديو، وأواصل الدراسة حاليا في تخصص مناجمانت الفرق الرياضية. هذا أمر رائع لرجل سبق له ممارسة الكرة ويمتهنها حاليا نعم هو كذلك والحمد لله، بصراحة أنا "عندي الزهر"، وأحمد الله على هذا في كل لحظة. نتحدث الآن قليلا عن مشاركاتك مع المنتخب الوطني الأول... تشرفت كثيرا بحمل ألوان المنتخب الأول في 22 مباراة، وخضت كأس أمم إفريقيا مع الخضر في بوركينافاسو سنة 1998 ، ولعبت إلى جانب لاعبين كبار كصايب وتاسفاوت ودزيري الذي يعد رفيق الدرب فقد بدأنا المشوار مع بعض منذ طفولتنا وأتمنى له بالمناسبة التوفيق مع اتحاد العاصمة في مهمته. معلوم أنك كنت محترفا في نفس المرحلة التي احترف فيها صايب في أوكسير، فهل كنتما تتواصلان وتلتقيان كثيرا؟ أكيد، فصايب كان مقربا مني جدا، ونلتقي كثيرا هنا بفرنسا كلما سمحت الفرصة لنا بذلك، كما أننا كنا تقريبا الوحيدان من البطولة الجزائرية ، قبل أن يلحق بنا تاسفاوت موسم 96 قادما من مولودية وهران، وبعده رفيق صايفي وفريد غازي، كنا نلتقي باستمرار ونتواصل فيما بيننا، وهنا أذكرك بأني أنا أصغر لاعب جزائري من البطولة الوطنية يحترف في أوربا، حيث كان عمرها يومها 21 عاما. وماذا عن علاقتك بالمدرب ناصر سنجاق؟ ناصر، صديق فوق العادة بالنسبة لي، وهو بمثابة أخي، نقضي أوقاتا طويلة مع بعض أحيانا، وهو له شخصية قوية. عاد منذ أيام للإشراف على تدريب شبيبة القبائل، فهل تراه قادرا على قيادة "الكناري" إلى بر الأمان؟ لا أشك إطلاقا في قدرته على العودة بالشبيبة من بعيد، فهو كما قلت لكم يملك شخصية قوية وكفاءة عالية في التدريب، كما أنه يعرف بيت الشبيبة جيدا، بما أنه مناصر لهذا الفريق، وسبق له تدريبه من قبل ونال معه كأسا إفريقية فيما مضى. وباختصار أقول: سنجاق الرجل المناسب في الفريق المناسب، وحناشي عرف "صلاحو" هاته المرة. بالحديث عن الكرة الجزائرية، هل أنت على اطلاع بمستجداتها على مستوى المنتخب والأندية؟ هذا أمر مفروغ منه، فأنا على دراية بما يحدث على مستوى المنتخب خاصة، وأرى أن ظروف هذا المنتخب تحسنت كثيرا مقارنة بما كان عليه الحال في وقت سابق، وأعتقد أن هاته المجموعة التي تمثل الجزائر اليوم تسير في الطريق السليم. هذا يعني أنك تشيد بكفاءة الناخب حليلوزيتش؟ عرفت هذا الرجل لما كان مدربا هنا بفرنسا كخصم، واجهته لما كنت لاعبا، بينما كان هو مدربا لفريقي ليل وبوردو، البوسني له شخصية قوية جدا فضلا عن أنه كان لاعبا كبيرا. أعتقد أن المنتخب كان ينقصه مدرب كحليلوزيتش، الذي جلب فعلا الإضافة الجيدة للمنتخب، بفضل شخصيته وكفاءاته الكبيرة، وخير دليل على ما أقوله هو اتخاذه لقرارات جريئة، فيما يخص تركيبة "الخضر"، هو هاو يخرج لنا بمنتخب قوي بلا نجوم أو لاعبين فوق العادة. المرحلة الراهنة في تاريخ المنتخب الوطني تميزت بانضمام العديد من اللاعبين ذوي الجنسيتين الفرنسية والجزائرية (المغتربون)، وحتى على مستوى اندية النخبة. ما تعليقك على ذلك؟ صراحة انضمام هؤلاء سواء للمنتخب أو اندية النخبة، أمر رائع جدا لكرتنا، فاللاعب سيحس نفسه في بلده ولن يحس بأنه غريب، كما أن رؤساء الأندية الجزائرية لم يستقدموا هؤلاء إلا بعد اقتناعهم بمستواهم الذي قد يرتقي بمستوى البطولة عموما، في ظل غياب التكوين عن فرقنا، وأشير هنا إلى أنه لا مستقبل لكرتنا في غياب مراكز التكوين، ولو توفرت لكان اللاعب الجزائري اليوم هو الأحسن والأبرز في العالم، وهنا أعطيك مثالا عن تجربتي الخاصة في عالم التدريب هنا بفرنسا... تفضل... الطفل الصغير في الجزائر، قبل أن يبلغ أربع سنوات من عمره تجده يحسن فطريا مداعبة الكرة وترويضها، بينما في أوربا مثلا لم أر هذا تماما، ولا يكون ذلك إلا بعد فترة معينة من تدريب الطفل. ولكن للأسف بعد ذلك أي بعد خضوع الطفل في اوربا للتكوين والتدريب المميز، يسبق الطفل او اللاعب الجزائري في كل شيء تقنيا وبدينا وفنيا. لذا لا بد من الاهتمام بالتكوين فهو وحده كفيل بعودة المستوى العالي للبطولة الجزائرية، وأرى أن الجزائر تكتنز الآلاف من زين الدين زيدان، لو عرفنا كيف نكوّنهم تكوينا جيدا. مادمت تحمل هم تطوير الكرة الجزائرية، هل يمكن رؤيتك يوما تخدم بلدك بما انتفعت به في هذا المجال؟ هذا حلم بالنسبة لي، ليس هناك أفضل من أن تخدم وطنك وتضع خبرتك وما حصلت عليه من أفكار لخدمة أبناء بلدك... صراحة أنا مشتاق جدا لحماس الكرة الجزائرية والإفريقية، وأملي كبير في توظيف ما اكتسبته من تجربة متواضعة هنا بفرنسا لخدمة أبناء الجزائر والعرب وإفريقيا. بم تود أن نختم هذا الحوار؟ أشكركم جزيلا على منحي الفرصة للحديث معكم، رغم أنني بصراحة رفضت عروضا كثيرة من صحفيين جزائريين، حاولوا محاورتي، والسبب أني أرفض العودة إلى الأضواء وأفضل البقاء بعيدا عنها، حتى أربح "راحة البال".