أكد أمين العقال بتمنراست أحمد إيدابير في حوار مع "الجزائرالجديدة" بخصوص التطورات الأخيرة الحاصلة في الأزمة المالية أن طوارق الأهقار يقومون بتنسيق أمني مع مختلف الجهات الأمنية عبر الحدود من خلال إيصال أي معلومات مهمة من شأنها إحداث زعزعة للاستقرار على الأراضي الجزائرية، مؤكدا بالمقابل أن الدولة الجزائرية لها قوة كبيرة وهي قادرة على حماية أراضيها من أي خطر قفد يحدق بها خاصة عقب السماح للطيران الحربي الفرنسي بعبور فضائها الجوي لشن غارات ضد ما يسمى "الجماعات الجهادية" في شمال مالي وان موقف الطوارق الجزائريين هو موقف الدولة الجزائرية، كاشفا بالمقابل عن اجتماع قريب لأعيان الطوارق بتمنراست خلال الأيام القليلة القادمة. ما موقف الطوارق الجزائريين مما يقع لأبناء عمومتهم من الأزواديين؟ توارق شمال مالي إخوتنا و بنو عمومتنا و لكن مالي دولة قائمة بحد ذاتها كما ان الجزائر دولة بذاتها و أنا كأمنوكال للتوارق جميعهم لا أتمنى الشر لأحد منهم و لا أريد أن يصاب أي مسلم بأذى، و أترك الخوض في موضوع شؤون توارق شمال مالي لمختصين و المعنيين في دولتي الجزائر لأنهم أدرى بأمور في الموضوع مني و لدي رئيس جمهورية ووزير خارجية يقومان بدورهما في المسألة و حين يطلبان مني التدخل للمساعدة في أمر معين سأفعل لكنهما حتى الآن لم يطلبا تدخلي. اجتمعتم مؤخرا بممثلين عن الأزواد الى ماذا توصلتم ؟ أمنوكال قبائل التوارق إيدابير أحمد أنه التقى مرارا بقادة المتمردين في شمال مالي، لكنه يرفض الخوض في مسائل لم تتم استشارته بشأنها، و قال أنه يحترم ما تقوم به السلطات الجزائرية من عمل عميق في صالح التوارق من خلال تداعيات أزمة شمال مالي، و لا يريد أن يتدخل ما لم يطلب منه المسؤولون عن الشؤون الخارجية في الجزائر من رئيس الجمهورية و وزير الخارجية ذلك، معترفا أن التوارق في شمال مالي تم التلاعب بهم من طرف قوى أجنبية لها غاياتها في منطقة الساحل، وبخصوص اللقاء الأخير لأعيان قبائل طوارق الجزائر في مدينة أدرار لبحث سبل حل الأزمة بإشراف أحد شيوخ طوارق الجزائر ويدعى مولاي توهامي غيتاوي، فأنا أقول أنني استدعيت للمشارك فيه ولكن رفضت وأقول بكل صراحة أن الاجتماعات التي لاتشارك فيها جهات رسمية من الدولة لأحضره، رافضا الخوض في تفاصيل أكثر. كيف يمكن للطوارق الجزائريين حماية الحدود الجزائرية خاصة وأن هذه المهمة غير مقتصرة على الامن ؟ الضمير الإنساني يحتم على الجميع تكثيف الجهود وتوحيدها من أجل إنهاء الخلاف القائم بين الإخوة الفرقاء بشمال دولة مالي المجاورة والتي تربطها علاقات تاريخية وأخوية متينة مع الجزائر". والجزائر تحرص على إيجاد حل لهذه الأزمة القائمة بين طرفي النزاع والمتمثلين في حركة تحرير أزواد وحركة أنصار الدين إيمانا منها بأن الفتنة لا تولد إلا مزيدا من حالة عدم الاستقرار والمعاناة" مشددا على ضرورة "مساهمة كل الأطراف في تحقيق مصالحة مالية تضمن حقوق كل أطياف الشعب المالي في العيش في جو أخوي دون إقصاء أو تهميش"، واستطرد يقول، الطوارق يعملون بالتنسيق مع مختلف الجهات الامنية من خلال ايصال اي معلومات تصلهم والتي من شأنها دفع اي حالة من اللاستقرار على التراب الجزائري. وما هو موقفكم من تداعيات التدخل الفرنسي على الجارة مالي؟ نحن كأعيان منطقه الاهقار نطالب الجزائر بالصمود في موقفها ضد التدخل الاجنبي حيث ان الموقف الصحيح هو رفض التدخل الاجنبي والاصرار علي الحل السياسي وطلب الحوار لاننا نعرف وفق كل التجارب السابقه بدايه التدخل الاجنبي، لكننا لا نعرف له نهايه وما حدث في ليبيا خير دليل علي ذلك". وماذا تقولون بشأن النازحين الماليين على الحدود الجزائرية؟ لا يمكن منع النازحين الماليين من التدفق على الحدود الجزائرية،والشئ الذي أؤكده هو ان الدولة الجزائرية قائمة على الحدود وتعمل على مد النازيحين بمختلف المستلزمات الضرورية من مواد غذائية وخيم وأدوية وغيرها من المتطلبات اليومية للهاربين من الحرب من أخواننا الماليين مثلما فعلت في وقت سابق مع لاجئ ليبيا وسوريا، ونحن كمسلمين بالدرجة الأولى نرحب من يلجأون الى الجزائر من المسالمين. ألم تتصل بكم جهات رسمية بخصوص هذه الأزمة؟ العلاقة بيننا وبين السلطات المحلية والولائية جد مرتبطة ولكن لم نتلقى أي اتصال للحديث عن اخر التطورات التي حصلت في الازمة المالية. ما هي الرسالة التي توجهونها لطوارق تمنراست؟ لا ينبغي أن تهبوا بأتجاه اي ريح، واذكركم بما قال الرئيس الراحل هواري بومدين "تراب الجزائر أينما أخدها الريح نذهب ونأتي بها".