100 ألف سائح جزائري زار تركيا سنة 2012 أعرب حسان أصلان، المستشار التجاري على مستوى السفارة التركية بالجزائر، في حوار ل "الجزائرالجديدة"، أن معرض المنتوجات التركية الذي سيحتضنه معرض الصنوبر البحري "سافاكس" يهدف إلى البحث عن شركاء فاعلين لرفع التجارة التركية إلى 25 بالمائة، مقابل 4 بالمائة التي تمثلها حاليا، مؤكدا أن تركيا غير مترددة بسبب ما يحدث في جنوبالجزائر بحيث أنها جددت عقد الغاز مع الجزائر منذ شهرين. تركيا تسعى لرفع قيمة التبادل التجاري بين البلدين إلى 10 مليار دولار الحكومة التركية تدعم رجال أعمالها المستثمرين في الجزائر حاورته: زينب بن سعيد *- ستنظم شركة ميريدن فار، معرض المنتوجات التركية لسنة 2013، ما هي الفئة من الزبائن التي تبحثون عنها من خلال هذا المعرض؟ المعرض الذي سيكون تحت رعاية وزير الإقتصاد التركي فرصة جيدة لعرض المنتوجات التركية في ما يتعلق بالموضة، خاصة التعرف على موضة ربيع وصيف 2013 فيما يتعلق بملابس النساء والرجال والأطفال وغيرها، وهناك سيتواجد الموزعون والمصدرون، وما يهمنا من خلال هذا المعرض هو جذب الفاعلين في الميدان، والشركات المحترفة في المجال، بحيث أننا لن نخصص المعروضات للبيع بل للعرض فقط، لذلك تهمنا الشركات المحترفة التي يمكن خلق شراكات معها، كما أن الشركات التركية تسعى للحصول على نفس الامتيازات التي تحصل عليها الشركات الأوربية. *- كيف تقيمون التبادل التجاري بين تركيا والجزائر؟ إن حجم التبادل التجاري بين تركيا والجزائر قد بلغ 5 ملايير دولار لسنة 2012، إلا أن تركيا ترغب كثيرا في رفع قيمة المبادلات التجارية بين البلدين إلى 10 مليار وذلك خلال الخمس سنوات القادمة، حيث ستعمل جاهدة على رفعها، حتى تتعزز العلاقة أكثر بين البلدين من الناحية الإقتصادية. وستشارك تركيا ب 200 مؤسسة في السوق الجزائرية، منها 50 في مجال البناء، خاصة أن السوق الوطنية تتوفر على ظروف ملائمة على غرار الاستقرار الاقتصادي الذي تشهده البلاد حاليا، بالإضافة إلى رغبة تركيا في إنشاء سوق حرة بين البلدين، والتي من شأنها أن تساهم في تخفيض الرسومات والضرائب الجبائية المنظمة لعملية التبادل التجاري، فالجزائر شريك هام في منطقة المتوسط وإفريقيا والشرق الأوسط، وشريك فعال لتركيا. *- ذكرتم أن لتركيا صادرات من الجزائر، فأي نوع من الإنتاج الجزائري الذي تستوردونه؟ أحيطكم علما أن حجم الصادرات التركية إلى الجزائر قد بلغ 7 ملايير دولار، والصادرات الجزائرية إلى تركيا بلغت 3 ملايير دولار، فأما صادرات الجزائر لتركيا فتتعلق بالغاز الطبيعي والبترول، ومن جانبها تستورد الجزائر كل ما يتعلق بالسيارات الملابس المواد الغذائية والحلويات المعلبة. والعديد من مؤسسات تصنيع النسيج والألبسة بدأت دراسات جدوى حول الاستثمار في هذا القطاع بالجزائر، خاصة وأنها تشكل جزءا كبيرا من حصيلة صادرات تركيا إلى الجزائر والتي بلغت حسب آخر إحصائيات السفارة التركية 7 ملايير دولار، كما أن النسيج يشكل 30 بالمائة من مجموع صادرات تركيا التي تخطت 150 مليار دولار العام الماضي، إلا أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين مازالت لا تلبي طموح الدولتان. *- هناك بعض الأصوات التي تثير الشبهات حول المنتوجات التركية الموجهة للمستهلك الجزائري؟ أنا أؤكد لكم أن المنتوجات التركية تتميز بالجودة، حيث تعتبر هذه الأخيرة من المقومات الأساسية التي تقوم عليها الصناعة، وليس هناك فرق في التصدير للبلدان، ربما السعر المعقول الموجه للزبائن مع الجودة التي تعادل الجودة الأوروبية يدعو للشك في المنتوج، غير أن هذا ليس بالصحيح، فالمنتوج التركي يضمن الاثنان السعر والجودة، عكس المنتوجات الأوروبية التي تعرف بأسعارها المرتفعة، كما أن المعارض التي تقيمها تركيا بالجزائر، إنما هي نتيجة تزايد طلب الجزائريين على المنتوج التركي. *- هناك انفتاح سياسي لتركيا على العالم العربي، كيف تترجمون هذا الانفتاح اقتصاديا وتجاريا ؟ التجارة التركية بالجزائر تمثل 4 بالمائة من خلال منتوجاتها التي تعرضها في مختلف المناسبات على غرار المعارض التي تقام بالجزائر وفي بلدان أخرى، كما أن المنتوجات التركية متنوعة وجذابة من ملابس الأطفال والنساء والرجال وكذا الأحذية، بالإضافة إلى أن العمل مع البلدان العربية والجزائر من ضمنها مريح تماما، فلا يجب أن ننسى أن هذه البلدان تتقاسم مع الدولة التركية نفس الثقافة ونفس الدين. إن التعاملات مع البلدان العربية على غرار الجزائر قد شهدت مؤخرا حركة سريعة، وهذا يعود لحرص تركيا على تعزيز هذه العلاقات، فهي ترى أن الجزائر شريك مثالي ومهم في القطاع الاقتصادي، كما أن الوزارة تطمح إلى إمضاء اتفاقيات شراكة مع الجزائر،خاصة فيما يتعلق بإنشاء مصنعين للنسيج، وترغب تركيا أيضا في رفع تجارتها بالجزائر إلى 25 بالمائة. ولابد أن أشير أن قيمة الاستثمارات التركية في الجزائر منذ سنة2001 قد بلغت 1 مليار دولار، والتي يحصل فيها قطاع الحديد والصلب على الحصة الكبرى، ليأتي بعده قطاع صناعة المواد البيتروكيمياوية والغذائية. *- استطاع المنتوج التركي فرض نفسه في عدة أسواق عالمية، فما هي الإستراتيجية التي تتبنونها في هذا المجال ؟ تعتمد تركيا في اقتصادها على الصناعات النسيجية، ولذلك اكتسحت الأسواق العالمية في فترة قصيرة، كما أنها تعد من البلدان الأولى المنتجة والمصدرة للنسيج في العالم، بالإضافة إلى الامتيازات الهامة التي تقدمها وزارة الصناعة التركية لرجال الأعمال الأتراك المستثمرين في الجزائر، وتعتبر المعارض فرصة أخرى للربح، فتركيا قد دفعت الكثير من النقود في سبيل النهوض باقتصادها، وهاهي اليوم تقطف ثمار النجاح، والنقود التي دفعتها هاهي تعود إليها مع الأرباح والفائدة. وتركيا تنظم 200 معرض حول العالم كل سنة، 6 معارض منها في الجزائر والحكومة التركية تشجع مؤسساتها للمشاركة في المعارض والمنتديات بمحفزات مالية. *- هل توجد فروع أخرى تود دخول السوق الجزائرية؟ طبعا فهناك، شركات مختصة في مجال الكيمياء الصناعية ترغب بدخول السوق الجزائرية، بهدف خلق تنوع في المنتوجات التركية المسوقة والخروج من دائرة الألبسة والمواد الغذائية، وأخرى متعلقة بمجال البناء ومواد الدهن والطلاء، وقد كان هناك لقاء منذ أشهر شاركت فيه تسعة شركات متعلقة بأعمال الدهن والطلاء بهدف التعرف على السوق الجزائرية من أجل إحداث شراكة في مجال الاستثمارات المتعلقة بأعمال الدهن والطلاء. *- تركيا اليوم وجهة مفضلة لدى فئات عريضة من السياح الجزائريين رغم منافسة تونس والمغرب، فكيف تفكر السلطات في تقديم إغراءات لهذه الشريحة؟ تركيا اليوم من بين أبرز الوجهات السياحية المفضلة لدى الجزائريين، فقد أحصت وزارة السياحة التركية 100 ألف سائح جزائري زار تركيا سنة 2012 من بين 32 مليون سائح من مختلف دول العالم كروسيا، ألمانيا، وهولاندا، وانجلترا والبلدان العربية خاصة دول الخليج، وما يجذبهم إلى تركيا هو التنوع الثقافي الذي هو مزيج بين الحضارة والأصالة، وخليط من خليط من الثقافة الإسلامية والقيم الحداثية، وما يجذب الجزائريين على غرار البلدان العربية الأخرى هو أنه بلد مسلم بالدرجة الأولى، فلا مشكلة تعرقل السائح فيما يتعلق بالأكل لأنه "حلال" أينما ذهب. و خدمة السياح في تركيا من أفضل ما يكون من فنادق 5 نجوم إلى النزل البسيط، بالإضافة إلى العروض التي تقدمها للزبائن، إلا أنه لابد من تعزيز العلاقات من خلال هذه الزيارات التي يقوم بها السياح إلى تركيا بالنظر إلى تاريخنا وثقافتنا المشتركين، وكذا تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات كمرحلة أولى وإلغائها على جميع المستويات في مرحلة قادمة. *- صارت اللغة التركية تستقطب اهتمام شرائح واسعة من الجزائريين، فكيف تفسرون ذلك ؟ الجزائر وتركيا تتقاسمان نفس العادات والتقاليد والدين الإسلامي المشترك، ولعله حافز قوي لتعزيز العلاقات الجزائرية التركية بصفة شاملة، وإن كان الذهاب إلى تركيا من قبل الجزائريين في فترة ليست ببعيدة، إلا أنها اكتشفت التواجد التركي بالجزائر فيما مضى، كما أن المنتوجات التركية المعروضة لها كل التأثير في ذلك، فتركيا قد سوقت صورتها فزادت من اهتمام الجزائريين بها وبثقافتها. *- بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها الجنوبالجزائري، هل هناك تخوف من قبل تركيا على استثماراتها في الجزائر؟ لا يوجد أي تخوف من الأوضاع الأمنية الراهنة التي تشهدها منطقة الجنوبالجزائري، حتى أن تركيا قد جددت عقد الغاز مع الجزائر منذ شهرين، فتركيا تعد من أهم الزبائن بسبب حجم صادرات الغاز الجزائري، وهي اليوم تفكر كيف يمكنها التقدم في تعزيز علاقاتها مع الجزائر في جميع الميادين.