تحتل ولاية المدية مراتب متدنية فيما يخص استفادت قاطنيها من غاز المدينة مقارنة بولاية الوطن ، رغم أن عاصمة التيتري تعد ثاني ولاية فيما يخص عدد البلديات ب64 بلدية و 19 دائرة ،وتتميز بتضاريس جبلية تتميز بطقس شديد البرودة شتاء ،تجعل من وفرة هذه المادة حاجة ملحة حيث لا تتعدى نسبة الربط بغاز المدينة اقل من 35 بالمائة ،أين استفادت بعض البلديات الجنوبية من هذه المادة بفضل برنامج صندوق الهضاب بالإضافة إلى استفادة عاصمة والولاية وكذا دوائر البرواقية و قصر البوخاري منذ سنين من هذه المادة الحيوية ،في حين تبقى أزيد من ثلثي البلديات منها بلديات دوائر تابلاط ،بني سليمان ،العزيزية، القلب الكبير، سيدي نعمان و السواقي بكثافة سكانية بلغت أزيد من 250 ألف نسمة في انتظار هذا الحلم الذي عمر طويلا في مخيلة و رفوف المسؤولين عند كل موعد انتخابي أو لتطمين السكان عند بزوغ أي بوادر للاحتجاجات . . ومع عودة فصل الشتاء تزداد مخاوف السكان بولاية المدية من البرودة القاسية ، من جهة و صعوبات كبيرة في توفير وسائل التدفئة و على رأسها قارورات غاز المدية في ظل غياب غاز المدينة فما بالك بغاز الريف الذي يتحدث عليه المسؤولين في دعاياتهم المتكررة ،فالكل يتذكر الصعوبات الكبيرة التي رافقت السكان خلال شتاء السنة المنصرمة حيث عان فيها السكان جراء غياب قارورات غاز البوتان. حيث مازالت رحلة معاناتهم متواصلة مع البحث عن قارورات غاز البوتان التي يزداد الطلب عليها في عز الشتاء، خاصة إذا علمنا أن هذه الدوائر معروفة بشتائها الذي لا يرحم، حيث يبلغ ارتفاعها عن مستوى سطح البحر 1000متر، ما جعل الكثير منهم يعاني الأمرين، أين وصل سعر قارورات الغاز في بعض البلديات النائية الأعوام الماضية إلى 400 دج للقارورة ما حتم على الكثير من العائلات إلى الاحتطاب قصد التدفئة لتدني مستوى المعيشة . وعن المعاناة التي يتخبط فيها المواطنون كانت لل (الجزائرالجديدة ) زيارة ميدانية للعديد من المناطق و لقاءات مع مختلف المهتمين بالقطاع ،و البداية كانت مع السيد (حمزة-أ) شاب من مدينة تابلاط يبلغ من العمر25 سنة متحصل على شهادة جامعية وعن هذا الموضوع صرح محدثنا قائلا " من العار أن تحتفل الجزائر بخمسينية الاستقلال ،نصف قرن من استرجاع السيادة الوطنية فترة كان من المفروض أن تكون كافية لكي ينعم المواطن بأبسط حقوقه ومنها الحق في العيش الكريم خاصة إذا علمنا ما تزخر به الجزائر من إمكانات بشرية و طبيعية هائلة ،لكن المواطن مدينة تابلاط و الجهة الشرقية من و لاية المدية مازال يتمنى أن ينعم بالدفئ في عز الشتاء ومع قصاوة الطبيعة مع أن الجزائر تصدر مختلف المحروقات ليتنعم بها الأجنبي" بهذه الجملة الشاب حمزة لم يتوقف عند هذا الحد و استرسل قائلا "من العار أن يبقى حلمنا مجرد توفير غاز للمدينة،بل مجرد الظفر بقارورة غاز في عز الشتاء ، سئمنا الوعود المتكررة مع كل زيارة للمسؤولين أو عند انطلاق الحملات الانتخابية " . هي عينة من المعاناة حاول محدثنا قولها و عن رأي أهل القطاع ممثلين في مديرية الطاقة والمناجم ومديرية الولائية للتوزيع الكهرباء و الغاز فقد أكدت مديرة الطاقة والمناجم السيدة فريدة شلوش أن مشروع تزويد بلديات ولاية المدية بغاز المدينة ستنطلق خلال منتصف هذه السنة في جل البلديات بعد أن تم وضع كل المخططات على مستوى شركة سونغاز ،حيث ستنطلق كمرحلة أولى خلال الثلاثي الثاني من هذه السنة في كل من بلدتي مجبر و سغوان في حين ستنطلق الأشغال بالبلديات الشرقية للولاية حسب ذات المتحدث في السداسي الثاني من السنة . وفيما يخص التزود بالوقود و قارورات غاز البوتان كشفت ذات المتحدثة أن مصالح نفطال ومديرية الطاقة والمناجم أنها أعدت العدة لمواجهة التقلبات الجوية خلال هذا الفصل ، حيث تم إعادت فتح مركز توزيع قارورات غاز البوتان ببلدية مزغنة المغلق منذ سنوات الأزمة العام 1994 ، ليكون بولاية المدية مركزين للتوزيع الأول ببني سليمان والثاني بالزبيرية ، ومركزين للتوزيع الأول بمزغنة والثاني بذراع السمر . وفي هذا الصدد اتصلنا بالسيد كمال علاق رئيس مركز مزغنة لتوزيع قارورات غاز البوتان، الذي أكد أن المركز تم فتحه شهر ديسمبر 2012 ، ويحوي نحو 5000 قارورة ، يتم جلبها من مركز التعبئة بسيدي خالد بولاية البويرة ، أو من بني سليمان، ويضيف محدثنا انه في حالة التقلبات الجوية والنشرات الجوية الخاصة تتم عملية مضاعفة مخزون ليصل إلى 10000 قارورة ، موضحا ان هذا الإجراء من شانه التخفيف من العبء الذي كان ملقى على مركز التعبئة ببني سليمان بنحو 30 بالمائة ، ويزود البلديات الشرقية للولاية بهذه المادة الطاقوية الحيوية . هذه صورة عن واقع معاناة المواطن بالمدية ، وكذا الاستعدادات الجارية من طرف الدولة للتكفل بمشكل تزويد المواطنين بقارورات غاز البوتان لمواجهة شتاء 2013 الذي بدت بشائره هذه الأيام ببرودة قارصة ، وإمطار غزيرة وثلوج كثيف. المدية : درار مبارك