أثار الخبر الذي نشرته القوات المسلحة التشادية عن قتل جنودها لمختار بلمختار قائد تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي والعقل المدبر وراء احتجاز الرهائن في أهم محطة للغاز بتقنتورين في جانفي الفارط، ضجة في الوسط الإعلامي في العالم، و تباينت آراء المحللين السياسيين بين تصديق الخبر و نفيه مشيرين في ذات الوقت إلى أن مقتل أحد أهم الإرهابيين المطلوبين يعد ضربة كبيرة لتنظيم القاعدة. و اعتبرت المخابرات الفرنسية مختار بلمختار الجزائري المولد والمرتبط بسلسلة من حوادث خطف الأجانب في شمال افريقيا خلال العقد الأخير بأنه "لا يمكن اعتقاله" حسبما ورد في وكالة رويترز. و ولد مختار بلمختار في غردايةبالجزائر عام 1972، وقال في مقابلة نشرت على منتديات جهادية عام 2007 بأنه سافر في سن 19 عاما إلى أفغانستان، حيث حصل على التدريب والخبرة القتالية قبل العودة إلى الجزائر عام 1992، مما جعله يعمل ضمن الجماعات المتشددة الإسلامية طوال عشرين عاما أولا كعضو في الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر خلال الحرب الأهلية التي شهدتها الجزائر ثم شارك في تأسيس الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي جعلت هجماتها على قوات الأمن تمتد إلى دول واقعة على الطرف الشمالي من الصحراء الكبرى. و قام بعدها بتغيير الجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، حيث كان بلمختار يقود إحدى كتيبتين في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في المنطقة الصحراوية بجنوب الجزائر المجاورة لمالي، و اشتهر بلمختار بين سكان الصحراء الكبرى كما تقول وسائل إعلام فرنسية بلقب "رجل المارلبورو" لانخراطه إلى جانب الجهاد في أنشطة تهريب الأسلحة والسجائر. كما قضت محكمة جزائرية غيابيا بسجن بلمختار مدى الحياة فيما يتعلق بقتل عشرة من ضباط الجمارك الجزائريين عام 2007. وساعدت أنشطته على ايجاد رابطة قوية بينه وبين مقاتلي الطوارق في الصحراء منهم من هم موجودون في شمال مالي الذين قام مقاتلوهم بدور رئيسي في الهجوم الذي شنه متمردون في العام الماضي ليسيطروا على شمال مالي، ويقال إنه تزوج من نساء محليات من العرب والطوارق. و ذكرت القوات المسلحة التشادية في بيان أذيع على التلفزيون التشادي بان القوات المسلحة التشادية العاملة في شمال مالي دمرت قاعدة للإرهابيين بالكامل ظهر يوم السبت الماضي، وتضمنت الحصيلة مقتل عدد من الإرهابيين من بينهم قائدهم مختار بلمختار." و كان الرئيس التشادي ادريس ديبي قد أعلن يوم الجمعة ان جنوده قتلوا قائدا اخر من القاعدة عبد الحميد ابو زيد من بين 40 متشددا قتلوا في عملية في نفس المنطقة التي شن فيها هجوم يوم السبت أي بجبال ايفوغاس المالية قرب الحدود الجزائرية، حيث امتنعت فرنسا التي شنت هجمات جوية ضد مخابئ المتشددين الجبلية عن تأكيد مقتل سواء ابو زيد او بلمختار. نسرين صاولي