قدمت الجمعية الثقافية "اثري" من بلدية ايت عيسى ميمون بتيزي وز سهرة أمس الأول لجمهور ولاية تيزي وزو العرض الشرفي الأول لمسرحية "الطريق السريج" من إخراج بوعلام ماقور وتأليف علي تامرت، في إطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال. تناولت حقبة من تاريخ الثورة التحريرية أظهرت فيه ما عاناه الشعب الجزائري في كفاحه ضد المستعمر الغاشم ،الذي مارس كل أنواع التعذيب ولكن صمود وإيمان الشعب الجزائري بالاستقلال كان أقوى من أي عذاب استعماري مرير. أحداث المسرحية جسدت على الركح بطريقة إخراجية أرادها المخرج لوحة فنية توقع فصلا من فصول تاريخ الجزائر العريق، وحقبة زمنية مهمة احتضنها في مشاهد مؤثرة ركح مسرح كاتب ياسين . وقد اكتشف الجمهور المحب للفن الرابع خلال العرض مواهب تمثيلية شابة سبق ان مارست التمثيل وكانت لها تجارب مسرحية عديدة، ليضيفوا إلى رصيدهم الفني والمسرحي مشاركتهم في تجسيد أحداث المسرحية ووقعوا بصماتهم بكل احترافية وإبداع. العرض الشرفي الأول الذي احتضنته قاعة المسرح الجهوي لولاية تيزي وزو استقطب جمهورا غفيرا من محبي الفن الرابع وهواته وعدد من الشباب الناشطين في الجمعيات الثقافية بالولاية، كما تشرفت فرقة المسرحية بحضور الأسرة الإعلامية وعدد من الضيوف النخبويين من ممثلي المجلس الولائي والبلدي لتيزي وزو. وقد رافق الجمهور أحداث المسرحية بالتجاوب والتصفيق تشجيعا لأداء الممثلين وإبداعهم الفني من حيث قوة الحضور وتجسيد أحداث المسرحية بروح فنية رائعة، مليئة بالأحاسيس والتفنن في التمثيل. وقد دارت أحداث المسرحية في زمن الثورة التحريرية في إطار مكاني أراده المخرج أن يكون في الجبال في معسكر افتراضي للمجاهدين، وقد عالجت المسرحية قصة طالب جزائري في مقتبل العمر ترك الدراسة ومستقبله المهني من اجل الالتحاق بجيش التحرير وقرر الصعود للجبال من اجل محاربة العدو الفرنسي وفداء روحه من اجل تحرير الوطن . وفي عدد من المشاهد تابع الجمهور لوحات فنية مأثرة كلها فداء وحب للوطن وحرب من اجل الاستقلال . تبدأ المسرحية بلوحة يظهر فيها شابان التحقا بالجيش حديثا، وفي مهمة مراقبة العدو يأتيهم الضابط بأمر تنفيذ عملية حربية واستدعى لتنفيذها مجاهدين من المجموعة ممن لهم الخبرة والأقدمية في ممارسة الحرب، ولكن الضابط أيضا طرح على مجاهدي الثورة مهمة من أصعب المهمات لكونها تتعلق بقتل الحاكم العسكري الفرنسي للمدينة ولصعوبة تلك المهمة اختار قائدهم أن يترك لهم الخيار فيما يخص التطوع للقيام بتلك العملية. وفي مشهد مؤثر يعود احد المجاهدين ملطخ بالدماء ليموت في أيدي إخوته المجاهدين، ليلق هذا في نفس المجاهد الشاب رشيد رغبة في الانتقام لدم إخوته الشهداء ويقرر أن يرفع يده للشهادة والانطلاق في تنفيذ عملية قتل الحاكم العسكري، ورغم إصرار قائد الثورة التحريرية على رشيد بإعادة التفكير لكونه لا يمتلك ما يكفيه من الخبرة لقيامه بعملية بذلك الحجم من الخطورة، إلا أن حقده وكرهه للمستعمر وحزنه على إخوته الشهداء منعوه من رفض أداء المهمة. لينطلق رشيد في أول عملية حربية له وكله عزم وإيمان بقيامه بالعمل الفدائي وتسجيل اسمه في السجل الذهبي للثورة . وهذا ما حفزه وجعله ينفذ المهمة الصعبة التي أسندت اليه بمتابعته لأوامر القائد حرفيا والتزامه بشروط العملية بالتدقيق. وقد اختتمت أحداث المسرحية بالاحتفال بنصر المجاهد الشاب رشيد وجسد مخرج المسرحية ذلك الانتصار بمشهد احتفالي حيث يقوم بتزويج الشاب المناضل رشيد بإحدى المجاهدات التي تحمل اسم حورية والذي يرمز للحرية والاستقلال . وعلى هامش اختتام العرض الشرفي وفي كلمة لمخرج هذا العمل المسرحي بوعلام ماقور وجه شكره الخاص لوزارة الثقافة على الدعم الذي تقدمه للجمعيات الثقافية الناشطة وتوفير لها فرص العمل من اجل تطوير إبداعاتهم في المجال المسرحي والثقافي بالعموم، كما وجه كلمة شكر وعرفان لمدير الثقافة لولاية تيزي وزو الذي فتح للجمعية أبواب قاعة المسرح الجهوي من اجل تقديم العرض في ظروف جيدة من حيث الإمكانات التقنية التي تتوفر عليها قاعة كاتب ياسين. عدة خليل