يعيش سكان منطقة ذراع الميزان بتيزي وزو حياة لا تحمل أي طابع، ويمارسون نشاطات بدون مرافق، على اعتبار أن منطقتهم جبلية بنسبة كبيرة وبعيدة عن التطور، فتحولت المعيشة عند هؤلاء إلى القرون الأولى من العصور البدائية، ولعل الزائر لهذه المنطقة سوف يكتشف النقائص الكبيرة التي لا توجد على مستوى إقليم هذه القرى، وهو ما لمسناه نحن خلال جولتنا ببعض قرى ومداشر منطقة ذراع الميزان . أمطار كثيرة والحنفيات جافةاستغرب سكان منطقة ذراع الميزان من عدم وجود مياه صالحة للشرب بمنازلهم على الرغم من الأمطار المعتبرة التي تهاطلت خلال السنوات الماضية، وقد تساءل بعضهم عن مصير هذه الأمطار التي ذهبت سدى حسب وصفهم لأنهم لا يستفيدون منها، بل بالعكس فإن معاناتهم اشتدت بصفة كبيرة وأصبحوا في كل يوم يعانون مع الصهاريج والقارورات التي أصبحت لا تكفي لإشباع أهاليها، خاصة وأن طبيعة المنطقة جبلية، ما يجعل من الصعب أن تصل إليها الصهاريج والحافلات والمركبات، وهو ما أزّم الوضع. المعاناة هاته سواء كانوا في فصل الشتاء أو في فصل الصيف سواء، ما دام مشكل الماء مطروحا طيلة أيام السنة بهذه البلدية الصغيرة، وفي حديث لأهاليها للجزائر الجديدة عبّروا باستياء عن معاناتهم جراء هذه الحالة المزرية التي صاروا يعيشونها، منوهين بأن الماء هو أساس الحياة ولكن بذراع الميزان فإن الحياة أصبحت لا طعم لها ما دام الماء غير متوفر بها. قنوات شاهدة على الحقب الاستعمارية أجمع معظم القاطنين بالقرى والدواوير، على أن قنوات المياه لم تستحدث منذ عهد الاستعمار بل تركت كما هي، وهي الآن في حالة يرثى لها، ولكن أهاليها طالبوا السلطات في العديد من المرات على ضرورة ترميمها واستصلاحها، غير أنها لم تلقى صدى، وهو الأمر الذي زاد من خوفهم وقلقهم على حياتهم، كما أضافت العائلات أنهم ولحد اليوم لم يستفيدوا من الشبكة المائية التي تتوزع نحو البيوت، وهو أمر استغرب منه السكان واعتبروا أنفسهم بعيدين عن التنمية والتطور الحضاري على اعتبار أن توفير هذا المنشأ يعد من أبسط مظاهر تطور المدينة، من ناحية أخرى، كشفوا أن الأمطار التي تهاطلت مؤخرا ساهمت في رفع نسبة السدود المتواجدة بالمنطقة، غير أن النتيجة لم تتحقق بالنسبة لهؤلاء ما جعلهم يستنكرون الوضعية، ويرفضونها رفضا مطلقا. الماء هو الأساس ويجب توفيره في أقرب الآجال كشف المواطنون على أن أزمة المياه تبلغ ذروتها في فصل الصيف، وتصبح الصهاريج محل حديث السكان لأنها تقل بالمقارنة مع باقي الفصول، كما أن طابعهم الجبلي يصعّب من الحافلات والشاحنات الصعود إلى تلك المناطق، ما يجعلهم يتكبدون مشقة الصعود والنزول محملين سواء بالصهاريج أو بالقارورات الصغيرة والكبيرة، وحتي الأطفال هم الآخرون باتوا لا يستطيعون حملها بسبب أجسادهم الضعيفة، وعلى هذا يناشد سكان القرى والمداشر بذراع الميزان السلطات وعلى رأسهم مديرية المياه بتوفير هذه المادة الحيوية في أقرب الآجال.