اشتكى سكان منطقة القرية التابعة اقليميا لبلدية الشعيبة ولاية تيبازة، من الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها في ظل غياب مرافق الحياة التي من شأنها أن تعيد نفس للمنطقة، فعلى الرغم من قرب المنطقة من البلدية إلا أنها تبقى بعيدة عن التنمية بسبب الحالة التي يزاول فيها السكان نشاطهم اليومي ما حوّلهم إلى أناس بدائيين، ففي حديث لبعض الأهالي "للجزائر الجديدة" وصفوا وضعهم بالمهتري حيث لم يعد بإمكانهم مواكبة التطورات الحاصلة، فالمنطقة تنعدم بها الإنارة العمومية على الرغم من وقوعها بجانب الطريق الرئيسي الرابط بين خميستي والقليعة ما حوّل نهارهم إلى ليل، فقد امتنع معظم الأشخاص عن الخروج في الليل خوفا على أنفسهم من الاعتداءات والسرقة، خصوصا وأن الطريق الرئيسي أيضا تنعدم فيه الإنارة، وهو ما زادهم خوفا ورعبا من جهة، واستياءا وتذمرا كبيرين من جهة أخرى، كما أضافوا بأن منطقتهم لم تشهد أي عملية ترميم وإعادة تزفيت طرقاتهم باعتبار المنطقة يغلب عليها الطابع الفلاحي، فمعظم أراضيها عبارة عن تربة وأحجار ما يصعب على سكانها السير بشكل عادي، خصوصا مع تهاطل الأمطار أين تتحول الأرضية إلى برك من الأوحال ومستنقعات من المياه القذرة، وباعتبار أن معظم المنازل ذات طابق واحد، فقد أصبحت تلك الأوحال تصل حتى إلى داخل البيوت بفعل الدخول والخروج المستمر خاصة وأن المنطقة تأوي كثافة سكانية معتبرة، وفي ذات السياق عبّر نساء المنطقة على أن المعاناة كبيرة خلفتها تلك الأرضية. كما لم يستثن المواطنون انعدام بعض المرافق الضرورية، وأهمها مركز صحي، حيث يضطرون إلى التنقل كيلومترات إلى القليعة قصد المعالجة، وبالنظر إلى نقص وسائل النقل نوعا ما يلجأون إلى سيارات الأجرة التي هي الأخرى تشهد ندرة بهذه المنطقة، كما أضافوا مشكل آخر يؤرق يومياتهم وهو نقص المحلات، وهو ما يجعلهم يتنقلون ليلا ونهارا قصد التبضع في مناطق أخرى مجاورة، من جهة أخرى صار همهم الوحيد بتلك المنطقة –حسب تعبيرهم- هو مراقبة الكهرباء متى تأتي بسبب الانقطاع المتكرر وقد خلّفت حرق بعض الأجهزة الكهرومنزلية، وفي خضم كل هذا يطالب سكان القرية السلطات المحلية بتوجيه أنظارهم إلى هذه المنطقة التي لم تعرف يوما نورا من أنوار التنمية، ويجددون مطالبهم بضرورة توفير أساسيات الحياة حتى يخرجوا من الحياة البدائية التي يعيشونها.