رغم أن الرجل لم يظهر منذ انسحابه من الواجهة منذ أزيد من ستة أشهر، إلا نادرا، إلا أن إسم أحمد أويحي سيبقى رقما غامضا في الفترة القادمة والتي يتصدرها رهان الإستحقاق الرئاسي، وسيبقى ذلك الرجل حسب قراءات العارفين من أكثر "مرشحي السلطة المحتملين".و يجمع الكثيرون ممن يعرفون الرجل من اوساط "الآرندي " ان أحمد أويحي عرف كيف يضع نفسه في موقع قوة توازيا و بداية العدّ التنازلي لرئاسيات 2014 الربيع القادم، بعدما تحرر من أي التزامات رسمية وحزبية قد تعيقه عن تحضير نفسه لهذه الإستحقاقات. وكان اويحي دائما ذلك السياسي الكتوم والغامض، ومما يغذي فرضية الغموض أنه رجل دولة، تم تكليفه بعدة مهام طيلة مشواره السياسي الحافل منذ السبعينيات و تدرج في مناصب سامية، وهو ابن النظام من الدرجة الأولى، يعرف كيف يشق طريقه في صمت، وكيف يبقى بعيدا عن الضجة السياسية،، ويحظى في نفس الوقت بثقة أصحاب القرار،والذين يميلون إلى هذا النوع من الساسة حسب الجهات المتحدثة، ولا يستبعد أنهم سيدفعون به مرشحا لرئاسيات 2014. وأضافت أن ذلك سيكون أحسن ردّ جميل يكافئ به بعد مسيرة إخلاص ووفاء طويلة وأكدت ذات الأوساط من محيط التجمع الوطني الديمقراطي،أن رئيس الحكومة الأسبق أحمد أويحي من الأسماء المرشحة بقوة لتكون في خانة مرشح الدوائر المؤثرة لكونه من المحسوبين على زمرة السلطة وكان يعترف دوما انه في خدمة الدولة وانه إبنها البار. وحسب ذات الجهات فإنه يملك كافة مواصفات الإجماع لدى هذه الدوائر، وأن الرجل لم يكترث كثيرا لما حدث له بعد الهجمة الشرسة التي أطاحت به من اعالي "الآرندي"، على اعتبار أنه استقال بمحض إرادته على خلفية حركة تقويمية، رغم إصرار أقرب الرفاق على بقائه بتقديم نفسه نموذجا للتداول السلمي على السلطة،كما ان خروجه خلال التعديل الحكومي الجزئي الأخير في 3 سبتمبر 2012 لم يصاحبه أي ضجيج وفضل البقاء مساندا وداعما للرئيس، ورافع من أجل ترشحه لعهدة رابعة وجاهر بذلك، كما انه تمكن من " تحقيق الكثير من الانتصارات " خلال المهام التي أسندت له على فترات متعاقبة على الجهاز التنفيذي، كما لايزال يحظى بصفوف طويلة من المؤيدين له سواء في الحزب او في ساحة القرار،ولعل اللافت أيضا أن أويحي تمكن من النأي بنفسه عن المهاترات والسقوط في التصريحات والتصريحات المضادة وبقي حسب الجهات المتحدثة رقما غامضا ذو شانا في حسابات الرئاسيات القادمة، وظهرت بوادر تشكيل دعم لهذا الرجل خلال الخرجات الإعلامية من حين لآخر التي تصفها مصادرنا بالمحسوبة، تسوّق لأحمد أويحيى (61 سنة) بشكل مختلف، فهو في نظرها " الابن المدلل لمختلف الأجهزة و عصب السلطة " ما يفسّر قفزاته الفلكية نحو هرم السلطة،، رغم أن الرجل ظل يُنعت منذ تدابيره التقشفية نهاية التسعينيات التي انعكست سلبا على المستوى المعيشي للجزائريين ب " رجل المهمات القذرة " وعادة ما يقرن اسمه بالتزوير على خلفية رئاسته في 1997 لحزب ظل وما يزال في الذاكرة الجماعية للممارسة السياسية في جزائر التعددية مقرونا بالتزوير بالنظر إلى الظروف التي نشأ فيها التجمع الوطني الديمقراطي. وفي وقت يشكك آخرون في طموحات رجل المهمات القذرة في الترشح لسباق الرئاسيات المقبلة،والتي قد لا يشارك فيها الرئيس بوتفليقة، ويبررون ذلك بالأزمة الداخلية، التي تسود الأرندي والتي هي على علاقة بمسعى انتقاء غيره مرشحا لموعد 2014.وتقول مصادرنا انه بالرغم من انه لا يبدو حتى الآن أن السلطة قد حسمت في مرشحا لها وفق قراءة أخرى في سيناريو يرجح ان عبد القادر بن صالح سيكون بديلا لاويحي بدوافع وحسابات فوقية أو" توافقية" وهو سيناريو وراد قياسا بكواليس، يقول أصحابها إن فريقا محسوبا على دوائر القرار يتوجه، شيئا فشيئا، إلى فرض بن صالح مرشحا عن الارندي لرئاسيات 2014، بدلا من أويحيى،وهذه الفرضية نفسها تضيف غموضا آخر زيادة على الهالة الغامضة التي يحيط أويحي بها نفسه حتى وهو في الواجهة.