قصيدة مني ألى أهلنا في سوريا .. أيا شعر مالي أراك هجرتني وقد كنت بالأمس القريب لسانيا ومؤنس وحدتي ومطفئ لوعتي وإن جف دمع العين أنت بكائيا فلا تقرا النقص إن كنت مبديا سلوا عن الحب وللوجد مخفيا فإن لفي القلب جراحا كثيرة وإنك تدري ما جراح فؤاديا فكن صوت قلبي الشجي و شدوه وبلسم روحي إن استعصى شفائيا وردد على بحر الطويل قصيدة تكون لأهل الشام مني رثائيا فما وجد القلب الضعيف وسيلة لنصرتكم غير روي وقافية ومازال جفني القريح يسح من قساوة رؤياة حياء فساحية فذاك وليد قرب جثة أمه يصيح أياأماه ردي ندائيا وحوله أطلال تقادم عهدها ترد صداه المستغيث بواكيا وأشلاء ماغادرت الموت ارضها تراها لتجري بالدماء سواقيا وقصف على بعد تراه كأنه شرارات برق قد أغار مدويا ودبابة ظلت تطل برأسها وجند كأمثال الضباع سواريا قلوب لهم كالصخر او هي أصلب شعارهم القتل عشيا ومغديا فقل لي برب البيت ما ذنب من قضى سوى أنه قد كان للعدل ساعيا ألا قبح الله من أيقض فتنة وأذكى بها نار العداوة باغيا فلو كان لي بالأمر جهد وقدرة لكان فدائي نجيعي وروعيا ولكن أبى الدهر وبعدي فدائكم فذاكم قريضي فاقبلوه فدائيا وإني لأدعو الله في كل ساعة ذليلا أيا رب لأنت رجائيا فضمد جراح الشام أذهب بلائها وكل جراح المسلمين إلهيا ...