"تاريخ الولاية السادسة المنطقة الثانية من مرحلة التأسيس إلى نهاية بلونيس (1954-1958)"، هو عنوان كتاب جديد صدر للمؤلف قاسم سليمان من الجلفة، و يعد هذا الكتاب الذي صدر عن دار الكتاب العربي للطباعة و النشر و التوزيع و الترجمة و الذي تعززت به الساحة الفكرية و التاريخية بولاية الجلفة و باقي مناطق الوطن لبنة هامة في كتابة تاريخ المنطقة الثانية خصوصا والولاية السادسة عموما. تضمن هذا الكتاب الذي يقع في 213 صفحة، و عبر فصوله الخمسة وضعية منطقة الصحراء في تلك الفترة إلى غاية انعقاد مؤتمر الصومام ثم تناول بشيء من التفصيل أهم المؤامرات التي حيكت أثناء تلك في الفترة في المنطقة بالإضافة للتطرق لأهم الشخصيات التي صنعت الحدث آنذاك كالشيخ زيان عاشور وعمر إدريس وسي الحواس وعبد الغني لغريسي لينتقل بعدها للغوص في فاعلية الجنرال بلونيس في تلك الحقبة بين الخديعة والمؤامرة من خلال شخصيته وحركته ، ليخلص المؤلف في الأخير إلى هيكلة الولاية السادسة في أفريل من سنة 1958 و حسب المؤلف فقد دعم مولوده هذا بوثائق هامة من خلال كتابات تناولتها صحف أجنبية ووطنية تخص الثورة التحريرية على غرار "المجاهد" الجزائري و"دير شبيقل" الألمانية وكذا شهادات حية لعدد من مجاهدي المنطقة، كما اعتمد فيه على عدّة مراجع وشهادات حية لعدد من المجاهدين بالمنطقة على بوبكر هتهات، المجاهد الطيب فرحات، المختار مخلط، بن سالم الشريف، مختار شرون، المجاهد نبق بن حرز الله، حاشي عبد الحميد، عيمش وعبد القادر بوعسرية. هذا إلى جانب اعتماده على الرواية الشفوية، التي تُعتبر زاد المؤرخ يقول المؤلف، هذا و قد اعتبر مثقفين الولاية أن هذا الكتاب يعد عربون وفاء من جيل الاستقلال لجيل ضحّى بالنفس والنفيس؛ من أجل أن يحيا أبناء هذا الوطن في كنف الحرية. الجدير بالذكر، أن مؤلف الكتاب "قاسم سليمان" مختص في التاريخ وعضو بالمكتب الولائي للجمعية أول نوفمبر لتخليد وحماية مآثر الثورة بالجلفة بالإضافة إلى مشاركاته الفعالة في العديد من الندوات البرامج التاريخية بإذاعة الجلفة الجهوية.