تعزّزت الساحة الفكرية والتاريخية بولاية الجلفة مؤخّرا، بصدور كتاب يحمل عنوان “تاريخ الولاية السادسة المنطقة الثانية من مرحلة التأسيس إلى نهاية بلونيس (1954-1958)”. ويتألّف هذا الكتاب الذي أصدرته دار الكتاب العربي للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة عن “منشورات الجلفة إنفو”، من 213 صفحة، اعتمد فيه مؤلّفه السيد سليمان قاسم المتخصص في التاريخ وعضو بالمكتب الولائي للجمعية المحلية “أوّل نوفمبر لتخليد وحماية مآثر الثورة”، على عدّة مراجع وشهادات حية لعدد من المجاهدين بالمنطقة. وحسب المتخصصين فقد استطاع صاحب هذا الكتاب الذي قسّمه إلى خمسة فصول، نقل القارئ إلى محطات هامة عبر بوابة تاريخ الولاية السادسة والمنطقة الثانية خصوصا، كما تمكّن المؤلّف من توضيح كلّ ما تضمّنه كتابه بمختلف المصادر والمراجع التاريخية، التي أعطت لهذا البحث أهمية خاصة، كما يُحسب له أيضا اعتماده على الرواية الشفوية، التي تُعتبر زاد المؤرخ. ويَعتبر الكثير من مثقفي الولاية هذه المحاولة لكتابة تاريخ المنطقة، بمثابة عربون وفاء من جيل الاستقلال لجيل ضحّى بالنفس والنفيس؛ من أجل أن يحيا أبناء هذا الوطن في كنف الحرية. من جانبه، أكّد السيد سليمان قاسم لواج أنّ كتابه يُعتبر لبنة أولى وإسهاما حقيقيا في كتابة تاريخ المنطقة الثانية خصوصا والولاية السادسة عموما؛ من خلال الاعتماد على شهادات عدّة مجاهدين أمثال بوبكر هتهات، المجاهد الطيب فرحات، المختار مخلط، بن سالم الشريف، مختار شرون، المجاهد نبق بن حرز الله، حاشي عبد الحميد، عيمش وعبد القادر بوعسرية. وإلى جانب نقل شهادات عن مجاهدين وقادة بالناحية الثانية ممن عايشوا الحدث، تمّ الاعتماد أيضا على ما كتبته مجلات أجنبية فيما يخص الثورة الجزائرية، على غرار مجلة “دير شبيقل” الألمانية ومجلات فرنسية، بالإضافة إلى جريدة “المجاهد” التي كانت قد تحدّثت عن المنطقة الثانية وشهدائها.