استعادت فرقة "دراويش قونيا"، صفاء وروحانية الصوفية الأولى على إيقاع روح وأشعار المعلم جلال الدين الرومي، وذلك برقصة سباعية ترمز للأيام السبعة والسماوات السبع، وباللون الأسود رمز الفناء والأبيض رمز الميلاد صنعت الفرحة. وقد سادت أجواء روحانية قاعة ابن خلدون أمس، من خلال عرض الفرقة الموسيقية الصوفية التركية القادمة من قونيا، معقل المولوية ومرقد شاعر الحب الإلهي الشيخ جلال الدين الرومي، وذلك عندما دخل الراقصون والعازفون بالتوالي إلى المنصة ليأخذ كل واحد مكانه وهم يضعون أيديهم على صدورهم بحيث تكون اليد اليمنى على الكتف الأيسر واليسرى على الكتف الأيمن ليكونوا بذلك في وضع التواضع. وقد أمتعوا الجمهور العريض بطريقتهم في التقرب من الله ومناجاته والتضرع إليه من خلال عروضهم الصوفية التي هي عبارة عن رقص الدوران واللف التي تعتبر بالنسبة إليهم لغة الجسد التي يعبرون بها عن عشقهم الإلهي وعن تعلقهم الداخلي بخالقهم، وتهدف إلى الوصول إلى نوع من النشوة الروحية التي تعتري بعد ذلك الراقص والعازف والمشاهد وتأخذهم إلى عالم آخر متجاوزين بذلك الواقع. واستوحت الفرقة هذا العرض، من فكر مؤسس مذهب الصوفية المولوية جلال الدين الرومي صاحب المقولة الشهيرة ''عندما أموت لا تبحثوا عن قبري في الأرض بل ابحثوا عنه في قلوب الناس"، الذي عاش في "قونيا" التركية مدة طويلة ودفن فيها ليتحول قبره إلى مكان صوفي إلى يومنا هذا يزوره المثيرون، وقد كان السباق لإدخال فن الدراويش ورقصتهم الروحية المميزة في جلسات الذكر والإبتهالات والأشعار الصوفية، فبالنسبة له الرقص والموسيقى الروحية تساعد أكثر على التقرب من الله والتركيز على حبه وعبادته أكثر. ويطمح الدراويش من خلال دورانهم الوصول إلى مراتب أعلى للتقرب من الله، وتشرح حركة اليدين ذلك، بحيث تشير اليد اليمنى إلى السماء، في حين تشير اليد اليسرى إلى الأرض، فيما معناه مما أن الدرويش الذي يحيا على الأرض قلبه معلق بالسماء بمعنى هو معلق بالله. المايسترو التركي مصطفى خلفت ل "الجزائر الجديدة": أكد المايسترو مصطفى خلفت، رئيس فرقة دراويش "قونيا"، في تصريح ل "الجزائر الجديدة"، أن الفرقة تتكون من 16 صوفيا بعضهم دراوشة، 7 منهم دراوشة و9 موسيقيين، مضيفا أن الفرقة قسمت العرض إلى قسمين قسم يبرز التقاليد التركية والقسم الثاني العرض الصوفي "مولانا". وتابع مصطفى خلفت، على هامش العرض الصوفي لفرقة "دراويش قونيا"، بأن الفرقة تتكون من المحترفين والدارسين فمنهم أساتذة ومعلمون ومساعدون، مشيرا إلى نفسه بأنه يشغل منصب محاسب، وكلهم قادمون من تركيا. وعن الصوفية في تركيا، قال خلفت بأن المدرسة التي تلقن تعاليم الصوفية موجودة في أنقرة، مضيفا أن الصوفية مشهورة إلى حد كبير في تركيا، كما أن فن الدراويش بدأ في مدينة "قونيا" التركية قبل 100 عام، بفضل المفكر الصوفي مولانا جلال الدين الرومي الذي كان أول من ابتكر هذا الرقص الروحي. وأضاف المايسترو، أن الفرقة تعمد إلى التجوال عبر البلدان العربية من أجل الترويج لهذه الثقافة التراثية والدينية المهمة التي يجب العمل على عدم اندثارها، مشيرا إلى أن الفرقة على موعد آخر مع عروضها الصوفية التي يقدمها الدراويش، الخميس المقبل بعنابة.زينب.ب