تفتقر العيادة المتعددة الخدمات لبلدية أولاد موسى بولاية بومرداس لمختلف مستلزمات العلاج وغياب المناوبة، حيث يقتصر دورها على الخدمات الأولية فقط، كما تشهد نقصا فادحا في سيارات الإسعاف إذ تتوفر العيادة على سيارة واحدة لأكثر من 20 ألف مواطن ! هذه الوضعية المزرية يدفع ثمنها مرضى المنطقة الذين يتنقلون إلى المدن المجاورة، وخاصة مستشفى رويبة من أجل العلاج، ناهيك عن الحالة السيئة التي بلغتها البناية نتيجة غياب الصيانة والنظافة. أول ما لفت انتباهنا لدى دخولنا إلى مصلحة الاستعجالات بذات العيادة حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحا، هو سوء الاستقبال من طرف عون الاستقبال الذي يصل إلى حد الاستخفاف بحالة المريض واستفسار أهله بشكل استفزازي لأعصابهم عن ما حدث لمريضهم، أما المفزع في الأمر حقا فهو الخلو التام لمصلحة الاستعجالات الطبية والجراحية، وكأن الأمر لا يتعلق بقسم الاستعجالات الذي من المفروض أن يشهد حالة تأهب واستنفار قصوى، مع العلم أن أغلب قاصدي مصلحة الاستعجالات يكونون في حالة خطيرة تستدعي التدخل الطبي العاجل، وهو ما لم يكن متوفرا بمصلحة الاستعجالات للعيادة المتعددة الخدمات ببلدية أولاد موسى أثناء وجودنا هناك، حيث بقي شاب في ال16 من العمر نقل على وجه السرعة من طرف عائلته إلى ذات المصلحة ينتظر أحدا يطل عليه قرابة الساعة دون جدوى، ورغم أن هناك بعض المتجولين في رواق المصلحة الذين لم نعلم ماذا كانت مهمتهم مع أن جميعهم يرتدون المآزر البيضاء، إلا أن أحدا لم يكلف نفسه عناء معاينة الشاب أو طلب الطبيب, للكشف عنه ومعاينة مدى خطورة إصابته، كون جميع الأطباء كانوا غائبين في تلك الساعة،"لم يصلوا بعد" ولا يعلم أحد أية ساعة يصل أولهم، وكأن حياة المواطنين لا تعني شيئا لدى هؤلاء الأطباء الذين تركوا أماكن عملهم في الوقت الذي يكون المرضى بأمس الحاجة إليهم، وتم ترك"الشاب المريض" فوق أحد الأسرّة الوسخة داخل غرفة لا تتوفر على أي وسيلة من وسائل الراحة، هذا دون الحديث عن الحشرات والناموس الذي يملأ أرجاء المصلحة والروائح الكريهة والأوساخ الموجودة بكل مكان، وليت الأمر توقف عند هذا الحد، فحتى حسن المعاملة لم يتلقاها هؤلاء المرضى ولا حتى أهاليهم، ما جعل والد الشاب يثور ويحمل ابنه ويخرج من ذلك المكان الأشبه بالجحيم، وقد لمسنا التذمر والغضب الشديد لدى أهالي المرضى الذين استاؤوا من المعاملة السيئة التي وجدوها بهذه المصلحة، ونقلوا عبر" جريدتنا" نداءهم إلى المصالح المختصة للنظر في الحالة الكارثية لقسم الاستعجالات بالعيادة المتعددة الخدمات لبلدية أولاد موسى أمر يندى له الجبين فعلا، ويستوجب تدخل أعلى السلطات للحد من مثل هذه الظواهر السلبية والقضاء عليها تماما حتى لا يبقى المواطن البسيط هو الضحية دائما. مصطفى عامر