كشف وزير الأشغال العمومية عمار غول عن استلام الطريق العابر للصحراء وفتحه أمام حركة المرور على مسافة تصل إلى أربعمائة وخمسين كيلومتر من عين قزام إلى مدينة تمنراست، فيما ينتظر استكمال إنجاز الشطر الممتد على مسافة 350 كيلومتر ازدواجي من عين صالح إلى تمنراست، ليدخل مرحلة الاستغلال قبل بداية شهر جوان المقبل. وأوضح غول في تصريح خص به " الجزائرالجديدة " على هامش أشغال الدورة الثانية والخمسين للجنة الاتصال للطريق العابر للصحراء، المنعقدة منذ أمس بفندق الأوراسي بالجزائر، أنه إلى غاية الفاتح جوان القادم سيصل طول الطريق المستلمة من الطريق العابر للصحراء بالجزائر إلى ثمانمائة كيلومتر من أصل 2400 كيلومتر بالتراب الجزائري، وقد استهلك مشروع الطريق المذكور منذ انطلاقه سنة 2005 حتى نهاية عام 2009، سبعة آلاف مليار استنادا لوزير الأشغال العمومية، الذي قال إن هذا المشروع الذي يوليه الرئيس بوتفليقة أهمية كبرى، على اعتبار أنه مدرج في برنامجه، سيحدث ثورة تنموية شاملة ويساهم في تطوير وترقية مسار التنمية الوطنية، خاصة وأن عملية إنجاز هذا الأخير تتم بوسائل تقنية حديثة ناهيك عن الخبرة الميدانية للمكلفين بإنجازه التي ستمكن من إتمام ذات المشروع واستلامه في آجاله المحددة. وحسب ذات المسؤول فإن الجزائر الدولة الوحيدة من الدول الست المعنية بمشروع الطريق العابر للصحراء، وهي تونس، مالي، النيجر، تشاد ونيجيريا التي التزمت بتجسيد إنجاز المشروع وتحمل أعبائه الباهضة، مذكرا بأن الحكومة عاكفة على تفعيل هذا الأخير، في شطره الممتد على مسافة ألف وستمائة كيلومتر على الطرق الثلاثة وربطها ببعضها، منها الطريق الوطني رقم 3 الرابط مدينة تمنراست إلى غاية عاصمة النيجر، ثم الطريق الوطني رقم 6 من مدينة معسكر بالجهة الغربية مرورا ببعض المناطق الجنوبية وصولا إلى العاصمة المالية باماكو، وأخيرا الطريق الوطني رقم 50، من بشار مرورا بتندوف إلى حدود جمهورية التشاد، وأشار عمار غول إلى أن مشروع الطريق العابر للصحراء الممتد على مسافة 4600 كلم، منها 2400 تتواجد على التراب الجزائري، يتولى تمويله البنك الإفريقي للتنمية. وفي سياق متصل قال المسؤول الأول عن قطاع الأشغال العمومية، إن المشاركين في أشغال الدورة ال 52 للجنة الإتصال للطريق العابر للصحراء، من بينهم سفراء البلدان الخمس إلى جانب الجزائر المعنية بالمشروع المشار إليه المعتمدين بالجزائر سيتطرقون خلال أشغال الدورة إلى موضوع إعادة النظر في سياسة تمويل هذا المشروع الإفريقي والتركيز عليه، خاصة وأنه سيعجل بتحريك وتيرة نقل البضائع والسلع بين الدول الست المذكورة و خلق موارد مالية لهذه البلدان التي يعبرها الطريق الإفريقي الصحراوي خاصة في شقه الرابط بين عين صالح ونيجيريا على مسافة ألف وخمسمائة كيلومتر برأي عمار غول.