هي حرف دخلت قاموس المرأة الماكثة بالبيت ، و أصبحت بطرق عدّة تتفنن و تبدع في تشكيل العديد من الإكسسوارات و التحف المنزلية ، لتجني وراء ذلك ثمن كدّها و اجتهادها، هي حرفة "صنع الورود "، التي استقطبت اهتمام العديد من النساء و دخلت البيوت الجزائرية من أبوابها الواسعة، لتضاف إلى قائمة الحرف التقليدية الأخرى التي يزخر بها تراثنا العريق. زهية بوغليط حرفة جديدة استقطبت المرأة العصرية هي حرفة جديدة استقطبت اهتمام المرأة العصرية بعيدا عن الخياطة و الطرز و غيرها من الحرف التقليدية، حيث أصبح الديكور و مجال التزين ضمن اهتماماتها الخاصة ، لا سيما المرأة الماكثة التي تبحث لها عن متنفس ، بعيدا عن أشغال البيت و تربية الأطفال ، و جعلتها تخطوا خطوات جديدة في مسيرتها ، الشابة سليمة، 28 سنة، ماكثة بالبيت، التقينا بها بمحل للإكسسوارات النسائية المصنوعة من العقاش التي تبيعها ، و قد أبدعت في صنعها بألوان جذابة و إتقان في العمل ، ما جعلها تنافس الإكسسوارات المستوردة، سألنها عن هذه الحرفة الجديدة، فصرّحت لنا أنها تعلّمت حرفة "العقاش" بطريقة عصرية في مركز للتكوين المهني ببراقي، و من ثم كانت انطلاقتها الأولى في الإبداع في هذا المجال ، كونه له علاقة بالفن و الإبداع ، و تضيف صديقتها سمية، 24 سنة، التي كانت هي الأخرى في صدد البحث عن زبائن لسلعتها قائلة: " كثيرا ما كنت أنتقد الحرف التقليدية، من خياطة و طرز ، إذ أنها تشعرني بالملل ، خاصة بعدما فشلت في حياتي الدراسية، و قد وجدت في مجال التزيين بالورود مجالا لإبراز طاقاتي و العثور على موهبتي ، و بالفعل حققت نجاحا بارعا في هذا المجال ، و تمكنت من خلق تصاميم نادرة و مميزة ، كان الطلب عليها كبيرا ، خاصة من قبل العرائس اللواتي بصدد تحضيرهن لجهاز العروس ". عائشة: قناة سميرة شجعتني على احتراف مهنة صنع الورود و من الحرف التي استقطبت اهتمامات المرأة العصرية ، نجد التزيين بالورود سواء بالعقاش أو بالحاشية بكل أنواعها، أو باستعمال"الليبة" التي دخلت مجال التزيين مؤخرا بنجاح ، لاسيما كونها تستخدم في الديكور ، كصنع باقات الورود التزينية أو إكسسوارات العروس ، أو حتى إكسسوارات البيت، و حسب ما صرحت لنا عائشة، 23 سنة، أن سبب احترافها هذه الصنعة ، هو انبهارها بكيفية صنع تلك الورود من مواد بسيطة و متناولة لدى الجميع، و هذا بعدما شاهدت بعض الحصص عنها على قناة "سميرة" ، التي ساعدتها كثيرا على تعلم تقنيات هذه الحرفة قائلة:" أول مرّة شاهدت حصة لصنع الورود عبر قناة سميرة ، و منحتني رغبة في لة تعلم هذا الفن و إبراز موهبة كانت بداخلي ، و لم أتمكن من اكتشافها، لألتحق فيما بعد بمركز التكوين المهني، أين التقيت بنساء كثيرات شاركنني إياها ، و نجحت في هذا المجال حينما أصبحت مختصة في صنع الورود بنوعية جميلة و مميزة ، تضاهي المستوردة منها. تكوين لا يتعدى 3 أشهر و بالمجان و لأن حرفة التزيين تستدعي عنصر الإبداع و الدقة في نفس الوقت ، و تتطلب تكوين خاص في هذا المجال ، فقد خلقت مراكز التكوين المهني و بعض الجمعيات تربصات لتعلمها بإتقان، عن هذا المجال حدثتنا مليكة ،عاملة بالتكوين المهني "زنوش يوسف "ببراقي ، أنه في الآونة الأخيرة أصبح الطلب كبيرا على تخصصات التزيين بالورود و "المكرامان" و العقاش ، التي في مجملها تهتم بعنصر الجمال و الديكور، حيث أن المرأة العصرية ارتقت بتفكيرها لما يواكب العصرنة ، باهتمامها بتخصصات بعيدة عن الحرف التقليدية، و من مجمل هذه الحرف نجد التزيين بالورود التي تحتل المراتب الأولى في الطلبات، و هي حرفة تهتم بصنع جميع أنواع الورود ، سواء "بالحاشية" أو "العقاش" أو "الليبا" ، كما أن مدة التكوين لا تتعدى 3 أشهر ، و هي مدة قصيرة لا تكلف المرأة الماكثة بالبيت و المشغولة بتربية أطفالها من وقتها الكثير ، و بالمجان أيضا ، وهذا ما سهّل على الفئة المحدودة الدخل، التطور و الالتحاق بركب العصرنة في مجال الحرف التقليدية، من جهة أخرى أوضحت لنا مليكة أن إجراءات الالتحاق بالتكوين سهلة ، و لا تتطلب سوى صورتين شمسيتين وشهادة ميلاد ، و هي إجراءات تسهل على الماكثة بالبيت التربص دون شروط، من جهة أخرى أكدت لنا السيدة سعاد،43 سنة ، و هي ماكثة بالبيت أن مركز التكوين المهني ببراقي ، فتح لها أبواب واسعة في إبراز مواهبها ، و احتراف مهنة جعلتها تساهم في مصروف البيت و تخفف من عبئ المسوؤلية على زوجها، حيث أصبحت تصنع العديد من التحف و الورود ب" المكرامان" و التزيين بالورد ، لتقوم ببيعها لزبائن تعوّدوا على لمساتها.