أبدى رئيس الحكومة الأسبق، المترشح لرئاسيات 17 أفريل القادم، علي بن فليس، رفضه المطلق للتصريحات الأخيرة التي أطلقها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، التي استهدف من خلالها المؤسسة العسكرية بتوجيه حملة من الاتهامات لمنتسبيها ووصل الأمر إلى مطالبة ل" الجنرال توفيق "، محمد الأمين مدين بالاستقالة، وقال علي بن فليس خلال لقاءه بمسؤولي الحملة الانتخابية على مستوى الولايات أمس، بمقر المداومة المركزية بالعاصمة، مخاطبا هؤلاء من منسقين ومدراء من أنصاره، أدعوكم في هذا المقام بمضاعفة الحيطة والحذر، لأن هذه الفترة التي تسبق الانتخابات مناسبة لكل المناورات السياسية، والتي تظهر مبكرا وللأسف مؤشرات عدم يقين، ليس من شأنها دعم السكينة المطلوبة لانتخاب شفاف ونزيه. وتحدث عن ظاهرة الخطاب المثير للبعض الذي صدر مؤخرا، والذي يأخذ شكل نداء ظاهره للحفاظ على استقرار الجزائر، لكنه يهدف في الحقيقة إلى تخويف وترهيب الجزائريين استناد للمتحدث، الذي قال إن هذا الخطاب غايته الوحيدة إبقاء الجزائر في وضعها القائم وتأخير أي باختصار، إما الإبقاء على الوضع القائم، وإما الفوضى، واعتبر هذه التصريحات والخطابات غير مقبولة، خاصة وأنها صادرة عن رسميين كان عليهم تحمل مسؤولياتهم، وتقديم المثل على ضبط النفس والسهر في المقابل على توفير الظروف السياسية والمادية لتحضير وإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة، وبرأي بن فليس فإنه ليس لأحد الحق في أن يدعى تفرده احتكار ضمان استقرار بلدنا، مبديا رفضه لكل أنواع المزايدات، وقال في هذا الشأن أن كل جزائري وجزائرية هو حام وحارس أمين لاستقرار وطننا، وهذا واجب مقدس ملقى على عاتقنا جميعا تجاه امتنا، وعلينا القيام به كل نوّرث الأجيال القادمة بلدا مزدهرا ومستقرا، وأضاف يقول، يعرف الجزائريون ويفهمون بأن التغيير من سنة الحياة، فهم لايعيشون في عزلة، بل أنهم على وعي تام بمدى تداخلات وتشابكات عالم اليوم، ويرى أن التغيير بالنسبة له هو رديف التطور، فهو ديناميكي وحيوي وايجابي ومزاياه أعظم وأكبر عندما يتقاسمها الجميع، ويستفيد منها الجميع وليس أقلية ضئيلة، وذكر في هذا الصدد برفضه لأي شكل من أشكال الحكم الفردي، وحسب منافس بوتفليقة في رئاسيات 2004، فإن التغيير بالنسبة له ينبغي أن يكون مسؤولا، ومتدرجا وتمرة تشاور وطني واسع من دون إقصاء، كما يجب أيضا أن تحمله مؤسسات ذات مصداقية ومحترمة تمارس مهامها بشكل كامل، وبتحقيق هذه الشروط ستكون مسؤولية السلطة خدمة لكل الجزائريين، في جزائر قوية داخليا وأكثر احتراما في محافل الأمم، وفي هذا السياق، دعا علي بن فليس مديري حملته الانتخابية لرئاسيات الربيع المقبل إلى التحلي بالإخلاص في خطاباتهم وقول الحقيقة لكل الشعب الجزائري، والتوجه لكل مكونات أبناء البلد والإنصات إلى انشغالات من هم بحاجة ماسة لإسماع انشغالاتهم واهتماماتهم، وان الجزائريين يعرفون كيف يتحلوا بالصبر شريطة قول الحقيقة وتبني المصارحة والإنصاف عند التعامل مع مطالبهم الاجتماعية، وأفاد علي بن فليس أن الشعب لا يعيش بالوعود الوهمية والواهية، إنما بأمس الحاجة ليعرف وليتحدث وليتحاور معكم حول التزاماتي الإقتصادية والإجتماعية والسياسية المتضمنة في برنامجنا والذي يهدف إلى إرساء دولة القانون ومجتمع الحريات، وركز على ضرورة الاستماع إلى الشباب البطال وإلى الشباب عموما وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والى الذين هم في حاجة أو محنة، لأنهم يحملون بداخلهم هوية الجزائر. وشدد على أن الاستحقاق الرئاسي القادم محطة مشهودة لتجسيد وتعميق البناء الديمقراطي في الجزائر، لذلك يجب استغلال هذه المحطة السياسية وجعلها موعد الاستعادة ثقة الشعب في ممثليه ومؤسساته، وأضاف مخاطبا أنصاره في المديريات الولائية لحملته الانتخابية، أملي كبير في قدرتكم وتفانيكم لتوسيع آفاق التعبئة حول البرنامج والمشروع الذي اقترحه على الشعب، والذي أردته أن يكون مرآة تعكس الوضع ومختلف تطلعات وانشغالات كل فئات المجتمع، وحذر هؤلاء من الإقصاء والتهميش والمحسوبية والجهوية، وكذا السلوكيات التي تليق ولا تتفق مع نبل البرنامج الذي يقترحه على المجتمع الجزائري. م.بوالوارت