قال الكاتب الإعلامي الفلسطيني الجزائري سهيل الخالدي أن السلطة في العالم العربي لا تريد أن يكون لها مثقف حقيقي غير منبطح ، فاغلب بل كلّ النخب المثقفة اليوم رفعت الراية البيضاء و أصبحت ساقطة "، مضيفا أن هذا التغييب الذي تتعامل به السلطات العربية مس مختلف القطاعات إلى جانب الثقافة كالقطاع الإقتصادي حيث ترى من الواجب ألا يصير الإقتصادي بمفهومه العلمي بل تريده تاجرا لا أكثر. و أضاف سهيل الخالدي في لقاء ثقافي مفتوح على تجربته الثرية، نظمته جمعية الكلمة للثقافة والإعلام و احتضنته قاعة " الدكتور المرحوم عبد الله ركيبي " بمقر الجمعية، و حضره عدد من رفقاء الكاتب و طلبة جامعيون و إعلاميون، أن كل الأنظمة العربية لم تسعى لحلّ مشاكل شعوبها، و أنها حاولت خلق بيئة جديدة لا تساعد على تكوين مثقفين و لا صحفيين بعيدين عن طوع السلطة و عصا الحاكم. في سياق أخر تحدث سهيل الخالدي عن المثقف العربي و قال بشأنه "الطبقة المثقفة في الوطن العربي لا تقبل النقد ، وصارت مثل السياسي الذي لا يتقبل النقد ، وهذا غير معقول" مضيفا" فعندما يتحول المثقف العربي إلى دكتاتور ، لا ننتظر منه شيئا ، كما أن طبقة المثقفين اليوم في البلاد العربية لا تريد أن تتعذّب ، فهي تكتب العالَم كما يروق لها ، كما أن النظام العربي لا منهجية له ، انه مزاجي ، ومثقفونا هم أيضا أصبحوا مزاجيين، هذا و قد برر كلامه بأن لم يصدر أي كتاب إلى غاية اليوم يتناول الحياة العقلية في الوطن العربي ، مشيرا أن المفكر المغربي العابد الجابري هو الوحيد الذي تناول الموضوع في كتابه " نقد العقل العربي " غير أنه لم يتعرّض للوضع الراهن إبان حياته بل عاد إلى الماضي. من جانب أخر تحدث سهيل الخالدي عن قلمه الذي حرمه من الكثير من الحقوق باعتبار أنه لم ينصاع لأي طرف قائلا "قلمي حرمني من أشياء كثيرة لكنه احترمني لأنني احترمته" مستطردا" ... لقد كان في مقدوري أن أصبح أغنى و أثرى المثقفين بالتملق لجماعة البتر ودولار حين عشت في الخليج لكن لم تطاوعني كرامتي التي لم أتنازل عنها ...رغم أنني الآن بلا سكن و لاضمان اجتماعي و أعيش ظروفا صحية صعبة رفقة زوجتي السورية"، مشيرا أنه فرض نفسه وقلمه في صحف الكويت و العراق رغم ما كان يميزهم من النقيض بينهما، مرجعا ذلك لعدم بيعه لذمته قائلا "أنا لم أبع و أشتري و أساوم بكتاباتي لهذا أو ذاك"، مؤكدا أنه لم يتملق حتى في الجزائر لأي كان، و أنه كان من المساهمين كمثقف عربي في المصالحة الوطنية لأنه تألم مما عاشته الجزائر في فترة الإرهاب. و في سياق كلامه أبدى المتحدث استياءه من وزير التضامن الأسبق جمال ولد عباس الذي كان يزوره عندما كان مقيما بدار العجزة بباب الزوار إلى جانب عدد من المثقفين، حيث قدم له العديد من الوعود منها أنه يمنحه سكنا و أجهزة خاصة بالكتابة لكن حسبه لا شيء تحقق من تلك الوعود الكاذبة، قائلا "عندما زارني وزير التضامن جمال ولد عباس و و جدني منهمكا في الكتابة كعادتي قال سأمنحك سكنا و أجهزه لك و أمنحك جهاز حاسوب ... كانت له سبعة وعود لكن لا شيء كان في الواقع لقد كذب عليّ هذا السياسي، فغادرت الجزائر إلى دمشق، لأعود إليها بعد اندلاع الحرب في سوريا" و في كلمة له قال رئيس جمعية الكلمة عبد العالي مزغيش أن "...هذا اللقاء ليس تكريما، بل هذا واجب تجاه الكاتب سهيل الخالدي محبرة المشرق والمغرب ، سنراسل كجمعية وزارة التضامن ووزارة الثقافة و وزارة الصحة للتكفل بحالته الصحية الصعبة، ونرجو أن يساهم الجميع في مساعدته في حالة لم تستجب الجهات الوصية وهذا كأقل واجب نقوم به تجاه هذا المثقف المحترم الملتزم بقضايا وطنه ، وهموم أمته ..."