عادت أمس الاول مسرحية مميوزا الجزائر كأول عرض مسرحي يدخل المنافسة الرسمية بالمهرجان الوطني للانتاج المسرحي النسوي، الى احدى الحقبات الزمنية ابان الثورة التحريرية، تحديدا عند لحظة اعدام البطل الاوربي "فرناند افتون" الرجل الذي واجه عقوبة الإعدام لأنه تبنى القضية الجزائرية ودافع عنها، ورافع ضد الظلم والعنصرية التي انتهجها الاستعمار الفرنسي. هي قصة حقيقية حاول صاحب العمل "جمال مرير" نقلها للجمهور الجزائري الذي يجهل هذه الحقيقة التي راى أن من مهمة المسرح التوقف عندها و تعريفها للجمهور عبر الخشبة، فراحت الممثلة عايدة قشود في دور أم البطل، و ابنته التي تقمصت دورها الفنانة الشابة "فاتن" تحاولان الرجوع بذاكرتنا نحو تلك الأحداث، عبر مشاهد دارت فوق ركح عز الدين مجوبي، الذي تحول الى منزل صغير ترجع اليه كلوسا لومببي بعد أربعين سنة لتستحضر رفقة جدتها ايام طفولتها الى يوم المأساة التي حطمت عائلتها، مأساة تجهل حقائقها، عادت لاجل معرفتها و البحث عن قصة وفاة والدها، اسئلة كثيرة ، "كيف ولماذا مات والدي مقتولا خلال الثورة الجزائرية"، تساؤلات كانت ترفض الجدة الاجابة عنها، غير ان الحاح و اصرار كلوسا يدفعان بالجدة الى كشف تلك الحقائق التي كانت مدونة كلها بالجرائد، تطلع عليها ابنة "فرناند افتون" لتعي أن نهاية والدها كانت بالإعدام على يد الاستعمار الفرنسي، و تكتشف أنه كان أول أوربي يحكم عليه بالاعدام لأنه ناظل من أجل الثورة الجزائرية و تحريرها من ظلم الاستعمار.