يتوجه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الأحد القادم إلى إيران في زيارة رسمية تتناول الملف النووي الإيراني والخلاف القائم مع الدول الغربية بشأنه. وأفادت مصادر دبلوماسية مؤكدة، أمس أن رئيس الجمهورية ستكون على رأس أجندته في هذه الزيارة التي تأتي بعد طول غياب عن الساحة الدولية، مسألة الوساطة بين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والأمريكي باراك أوباما في محاولة لإذابة الجليد بين الطرفين والذي زادت حدته مؤخرا بسبب إصرار إيران على المضي قدما في تنفيذ برنامجها النووي، قابله إصرار الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية على فرض عقوبات متنوعة قد تصل إلى ضربة عسكرية على إيران. وأضافت المصادر أن الخرجة الثانية للرئيس ستكون نحومدينة نيس الفرنسية في الثلاثين من الشهر الجاري، للمشاركة في القمة الفرنكو- أفريقية، حيث ينتظر أن يلتقي نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي وهواللقاء التي طال انتظاره بعد تأجيل الرئيس بوتفليقة لعدة زيارات إلى باريس بسبب مواقف صادرة عن قصر الإيليزيه. ومن المنتظر أن يتناول بوتفليقة وساركوزي بالنقاش ملفات عالقة بين البلدين على رأسها الملف التاريخي وتعنت الطرف الفرنسي في الإعترف بالجرائم الإستعمارية في الجزائر، وكذا ملفات العلاقات الإقتصادية، التهديدات الإرهابية في بلدان الساحل وملف القضية الصحراوية. ويرى متتبعون للعلاقات الجزائرية الفرنسية أن مبادرة الرئيس بوتفليقة لزيارة فرنسا تعد عربون حسن نية في فتح صفحة جديدة من العلاقات وتضييق هوة الخلاف بين البلدين في انتظار ما سيعلن عنه الطرف الفرنسي في هذا الخصوص. ولعل المفاجأة في زيارة الرئيس بوتفليقة إلى فرنسا ومشاركته في قمة الفرنكوإفريقية هواحتمال لقائه بالرئيس المصري حسني مبارك الذي سيرأس القمة مناصفة مع ساركوزي، حيث لا يستبعد الملاحظون أن يتم التطرق في هذا اللقاء المحتمل إلى معالجة التوتر الذي عرفته العلاقات بين الجزائر ومصر بسبب تداعيات مباراة كرة القدم في نوفمبر الماضي والفتور في العلاقات بين البلدين، إضافة إلى مناقشة ملفات أخرى على غرار الوضع في فلسطين ولبنان ومستقبل منظمة الجامعة العربية . وسيطير بوتفليقة حسب ما أكدته المصادر بعدها مباشرة إلى كندا أين سيكون على موعد مع اجتماع قمة الثمانية، حيث سيرافع عن مشاكل التنمية في إفريقيا وسبل الخروج من دائرة التخلف الذي تعانيه ومحاولة حشد مزيد من الدعم المالي للقارة باعتباره أحد مؤسسي " النيباد " . وسيختم الرئيس جولاته إلى جنوب إفريقيا أين سيحضر المباراة الإفتتاحية للمونديال رفقة الرئيس الجنوب إفريقي الذي سيجري معه محادثات حول واقع العلاقات الثنائية بين البلدين باعتبار جنوب إقريقيا شريك مميز للجزائر .