استنكر الدكتور فارس بن مسدور الباحث في الاقتصاد الإسلامي بجامعة البليدة، تعليق المفوض العام للبنوك والمؤسسات المالية الصادر، أمس في إحدى الجرائد الوطنية، الذي قال فيه باختلاف العلماء حول قضية الفائدة ومحاولته التفريق بين الفائدة المبالغ فيها والفائدة التي تسقفها الدولة، في محاولة منه التفريق بين الفائدة البنكية والربا، وهوما اعتبره مسدور وجهان لعملة واحدة. وشبه المتحدث ما ذهب إليه بن خالفة ب" ما يقابل فتوى بن خالفة فتوى أخرى أن شرب الخمر إن كان قليلا فلا بأس أما إن بالغنا في شربها فهوالحرام الذي يقصده القرآن"، مستدلا بآيات من القرآن الكريم يخاطب المولى جل وعلا فيها أهل الربا قائلا: " يأيُّها الذين ءامنوا اتّقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنت مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون"، حيث تدل الآية على أن الاسترداد لا يجب أن يمس إلا روؤس الأموال فقط، مضيفا أن هذه الفائدة وإن قلت فهي ربا محرم، وأنها الأصل في الأزمة المالية التي عصفت بالعالم.ووصف المتحدث هذه التفسيرات ب " الغبية " والمتخلفة باعتبار أن غيرنا يتقدمون خطوات إلى الأمام بعد أن أيقنوا أنه عين الربا، وهومحرم قل معدله أوكثر، وهذا بإجماع علماء الأمة من خلال مجامعها الفقهية في كل أنحاء العالم، سواء أكانت بين الأفراد، أم بين المؤسسات والأفراد، أم بين الدولة والمؤسسات، أم بين الدول بعضها بعضا، الفائدة كبيرة من الكبائر وهي عين الربا.وفي هذا الصدد قال الدكتور مسدور إنه آن الأوان لأن يستجيب الجهاز المصرفي الجزائري إلى التمويل الإسلامي الخالي من شبهة الربا، وباسم البنوك الإسلامية وليس باسم بعيد عن هذا الاسم، لأنها ترمز إلى المعاملات المالية الإسلامية، مستغربا عدم السماح بتسمية البنوك الإسلامية باسمها في الجزائر بقوة القانون في حين تسمح دول مسيحية بذلك على غرار بريطانيا. وختم المتحدث بدعوة بن خالفة إلى العدول عما ذهب إليه قائلا " تب إلى الله يا بن خالفة فقد قلت قولا ثقيلا ستحاسب عليه يوم القيامة وستتحمل أوزار كل من اتبع كلامك وأكل الربا، وأنا أعلم علم اليقين أنك في داخلك لا تؤمن بما قلته فأنت المتشبع بأخلاق القرآن الحافظ لكتاب الله، نأمل أن ترجع إلى كتاب ربك وسنة نبيك، أمّا عَرَضُ الدنيا فستتركه عما قريب.