يبدو أن قضية مقتل مهاجم شبيبة القبائل الكاميروني ألبير ايبوسي لم تفصح كلية عن خباياها. نقل جثمان اللاعب بعد وفاته إلى الكاميرون وتأخر عملية الدفن سمح للسلطات الكاميرونية خاصة الطبية منها بالتحقيق بالطرق الطبية والعلمية اللائقة بإجراء عملية تشريح ثانية جاءت نتائجها مختلفة بشكل كلي عن ما أتت به العملية التي أجريت بتيزي وزو قبل أن يعلن رئيس المحكمة بنتائجها ويؤكد فرضية المقذوفات من المدرجات. هذه المرة الحقائق المخالفة لطرح المحكمة الجزائرية جاءت على لسان المحامي الفرنسي لعائلة ايبوسي المدعو جون جاك برتراند وكذا الدكتور مون الطبيب الشرعي الكاميروني اللذان أكدا أن وفاة ألبير لم تكن بفعل مقذوفة بحيث كشفت عملية التشريح عن إصابات بليغة على مستوى العمود الفقري وكذا "عظام الترقوة" أعلى الصدر، وكذا على مستوى الكتف وهو ما يرجح على حد قولهم عملية الاعتداء مضيفا أنهم يملكون الدلائل التي تؤكد هذه الفرضية بفيديوهات وصور للعنف في نفق ذات الملعب في نفس اليوم. محامي العائلة الكاميرونية فتح النار كذلك على محكمة تيزي وزو متهما إياها بالتقصير وكذا فريق شبيبة القبائل الذي يتكتم على حد قوله على القضية وتفاصيلها في وقت يدعي المحامي الفرنسي أنه أرسل طلبات عديدة لمحكمة تيزي وزو لتأكيد بيانها الأول الذي تحدث عن مقذوفات من المدرجات، وهي الفرضية التي يرى أنها غير صحيحة، في حين عبر المحامي الكاميروني وهو المحامي المحلي للعائلة عن اسفه بسبب عدم تسجيل تقدم في العملية مؤكدا أنه أرسل رئسائل عديدة من بينها رسائل للفيفا وكذا لرئيس الجمهورية لأخذ القضية بعين الاعتبار. وفي السياق ذاته، نقل الإعلام المحلي، أمس، على لسان والد ألبيرت إيبوسي خلال عقده لمؤتمر صحفي بهذا الشأن، قوله إن تشريح جثة إبنه بالمشتشفى العسكري لمدينة دوالا الكاميرونية أثبت تعرّضه لإعتداء قاتل على مستوى الرأس، رافضا الرواية التي تقول إنه ذهب ضحية لرشق بآلة حادة من قبل أحد المناصرين بمدرجات ملعب تيزي وزو. وأضاف والد إيبوسي - بنبرة متأسّفة - أنه دفن إبنه بدون حضور مسؤولي نادي شبيبة القبائل، كما أنه لم يتحّصل على المبلغ المالي الذي التزمت "الفاف" بمنحه له. يحدث هذا في وقت تنتظر ادارة الشبيبة رد المحكمة الرياضية العالمية بلوزان السويسرية بعد الطعن الذي قام به الفريق عقب العقوبات التي سلطت على النادي من طرف الفيفا، ومن المستبعد على ضوء هذه الأخبار الأخيرة أن تقلص العقوبة كما يصبو اليه حناشي، الذي لم يتحمل معاقبة فريقه ومنعه من المشاركة لدورتين متتاليتين في كل المنافسات الإفريقية للأندية.