كشفت مصادر مطلعة ل "الجزائر الجديدة" أن باريس قد حصلت على موافقة جزائرية على جل شروطها بخصوص انتداب الأئمة الجزائريين على التراب الفرنسي، موضحة أن بين أهم ما أصرت عليه فرنسا هو تلقين دروس في اللائكية للأمة المرشحين للانتداب بفرنسا. وذكرت ذات المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها أن هذا الاتفاق كان خلال الزيارة الأخيرة لوزير الداخلية الفرنسي للجزائر، برنار كازنوف، أين التقى فيها بكل من وزير الداخلية الطيب بلعيز ووزير الشؤون الدينية، محمد عيسى، وأكدت على أن الوزير الفرنسي حرص شخصيا على أن تدون الوزارة في الاتفاق بندا يتعلق بتلقين الأئمة الجزائريين لدروس معمقة في مفاهيم العلمانية واللائكية، فضلا عن مبادئ الجمهورية الفرنسية وقيمها. وتهدف فرنسا من خلال حرصها على هذه النقطة، حسب ذات المصادر، إلى ضمان توظيف خطاب مسجدي فرنسي حسب الطلب، أي لا يجب أن يكون الخطاب المسجدي في فرنسا خارج ما تريده باريس، خصوصا وأن للمسجد مكانة خاصة لدى مسلمي فرنسا، حيث سيستفيد الأئمة من دروس في مدراس فرنسية لذات الغرض. ويأتي الحرص الفرنسي كذلك من باب محاولة صد التطرف الديني الذي ظهر ليس فقط لدى المسلمين من المهاجرين، ولكن لدى الفرنسيين المعتنقين للإسلام، خصوصا بعد موجة التطرف التي مست المئات من الفرنسيين الذين ثبت مؤخرا أنهم التحقوا بصفوف متا يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراق وسوريا. وسيستفيد نحو 120 غمام جزائريا مرشحا الانتداب في فرنسا من دروس العلمانية واللائكية، حيث ستمتد مهمتهم على مدار أربع سنوات المقبلة انطلاقا من تاريخ انتهاء تلقي دروس العلمانية، فضلا عن تكوين متزامن في اللغة الفرنسية.